بلغ عدد اللاجئين السوريين حول العالم حتى العام 2019 نحو 6.6 مليون لاجئ بحسب “المفوضية السامية للاجئين”، يواصل أكثرهم إرسال الحوالات المالية إلى ذويهم داخل سورية، إذ يُشكل اللاجئون الرئة الأخيرة التي يتنفس من خلالها السوريون العالقون في مناطق سيطرة نظام الأسد.
الباحث الاقتصادي السوري “عمار يوسف” كشف يوم أمس أن نسبة الذين يعيشون على الحوالات الخارجية بلغت 70%، موضحاً أن متوسط مبالغ الحوالات التي تصل إلى الأسرة لا تتجاوز 200 يورو بالحد الأقصى، ذلك في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة في سورية.
وأشار الباحث “لوكالة سبونتيك الروسية” أن معظم الحوالات تصل بطرق غير نظامية، بسبب فرق سعر الصرف المحدد من قبل المصرف المركزي التابع لنظام الأسد وسعره في السوق السوداء، مُشيراً بأن تدني الحد الأدنى للرواتب الذي لا يتجاوز الـ 70 ألف ليرة سورية (18 يورو تقريباً) شهرياً يُعد أبرز الأسباب الأساسية لاحتياج المواطن السوري إلى هذه الحوالات الخارجية حتى يتمكن من تأمين احتياجاته الأساسية.
مصادر محلية أكدت لـ “وكالة سنا” أن الناس ينتظرون أكثر من 8 ساعات أمام شركات تحويل الأموال لاستلام حوالاتهم، بسبب إغلاق نظام الأسد لـ 12 شركة تعمل في تحويل الأموال مطلع العام الحالي، طمعاً بالحصول على أجور التحويل لصالح البنك المركزي، فيما يلجأ كثيرون إلى استلام الحوالات في السوق بسبب فارق السعر.
ويبلغ حالياً سعر صرف الدولار الأمريكي في السوداء بنحو 3330 ليرة سورية، فيما بقيت التسعيرة الرسمية له بنحو 2500 ليرة.
ويعاني سكان المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد من أزمة اقتصادية حادة تتفاقم بشكل يومي، جعلت تأمين أساسيات الحياة أمراً بالغ الصعوبة في ظل هبوط قيمة الليرة السورية، وارتفاع أسعار المواد الرئيسية بشكل كبير.
يُذكر أن “مركز قاسيون للدراسات في دمشق” قدّر في نيسان الماضي التكاليف المعيشية الشهرية للأسرة الواحدة المكونة من 5 أفراد بنحو مليون و 40 ألف ليرة سورية(315 دولار تقريباً)، ويرتفع ذات الرقم بالتوازي مع هبوط قيمة العملة المحلية، ويتضاعف بالتزامن مع انعدام الموارد وعجز الدوائر الرسمية عن تأمين البدائل.
وكان “برنامج الأغذية العالمي” التابع للأمم المتحدة قد حذر من أن سورية تواجه أزمة غذاء غير مسبوقة، حيث يفتقر أكثر من 9.3 ملايين شخص إلى الغذاء الكافي.