نعت اليوم رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، المعتقل “عصام رأفت شريحي – أبو رأفت” بعد تدهور حالته الصحية في سجن عدرا المركزي بدمشق.
وقضى “شريحي” في سجون نظام الأسد نحو 24 سنةً، حيث تعرّض للاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية سنة 1998 من مكان عمله بمقسم هاتف حي ركن الدين بدمشق، وفق الرابطة.
وبدأت رحلته في معتقلات نظام الأسد ابتداءً من فرع التحقيق التابع لشعبة الأمن السياسي “الفيحاء”، إذ تعرض هناك لتعذيب شديد تسبب له بإصابات متنوعة في الظهر والأقدام، وتم تحويله فيما بعد إلى سجن تدمر العسكري الذي بقي داخله نحو 3 سنوات تعرض خلالها للتعذيب أيضاً.
ومع بداية العام 2001 حوّل “شريحي” إلى سجن صيدنايا بريف دمشق، ومع انطلاق الثورة السورية عام 2011 وإفراغ نظام الأسد لسجن صيدنايا من معتقليه القدامى تم نقله إلى سجن حمص المركزي، وفي نهاية العام ذاته نُقل إلى سجن دمشق المركزي “عدرا”، حتى وافته المنية صباح اليوم.
وحّول “شريحي” إلى محكمة الميدان العسكري التي حكمت عليه بالسجن المؤبد بتهمة “إفشاء معلومات ووثائق”، ولم تتح له فرصة الدفاع عنه نفسه أو توكيل محامٍ، كما مُنع من الاتصال بذويه خلال مدة التحقيق والمحاكمة، وبقي حتى العام 2005 محروماً من الزيارة أو الاتصال مع العالم الخارجي.
وأكدت الرابطة عدم توجيه أي تهمة واضحة بحق “شريحي”، إذ لم يُقدم نظام الأسد أي دليل يُثبت صحة المزاعم التي اعتقل بسببها، والقائمة على اعترافات مختلقة منتزعة تحت التعذيب من سجين آخر لبناء قضية ملفقة بحقه.
وحمّلت الرابطة “نظام الأسد” مسؤولية وفاة “شريحي” بسبب اعتقاله التعسفي ورفض كل الطلبات التي قدمها لإعادة محاكمته أو إسقاط ربع المدة وعدم شموله بأي لجنة عفو طيلة السنوات الماضية.
ولفتت الرابطة إلى أن حالة “شريحي” واحدة من الحالات العديدة الموثقة لديها لمعتقلين سياسيين منسيين منذ القرن الماضي دون توجيه تهم واضحة لهم، وتعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة وإخضاعهم لمحاكمات تفتقر إلى أدنى شروط التقاضي العادل، وتعنّت نظام الأسد في احتجازهم متجاهلاً كل الطلبات المقدمة منهم لإطلاق سراحهم أو إعادة محاكمتهم أو مراعاة وضعهم الصحي، ومعظمهم مصابون بأمراض عضال.
وينحدر “شريحي” من قرية جباتا الخشب بمحافظة القنيطرة، وهو من مواليد العام 1964 بمدينة حمص.
يذكر أن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” وثّقت اعتقال نظام الأسد في سجونه الأمنية والعسكرية لأكثر من 132 ألف إنسان بينهم أطفال ونساء.