11.4 C
Damascus
الثلاثاء, ديسمبر 3, 2024

غرف الملح.. شهادات جديدة لناجين تكشف فظائع نظام الأسد بسجن صيدنايا بحق المعتقلين

كشف تقرير لرابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا وتحقيق أجرته وكالة فرانس برس عن غرف الملح، وهي القاعات التي كان يستخدمها نظام الأسد لحفظ الجثث في سجن صيدنايا.
ويؤكد التحقيق أنه نظراً لخلو سجن صيدنايا من برادات لحفظ جثث معتقلين يسقطون بشكل شبه يومي فيه جراء التعذيب أو ظروف الاعتقال السيئة، لجأت إدارة السجن على ما يبدو إلى الملح الذي يؤخر عملية التحلل.
وبحسب التحقيق فإنه يوجد في سجن صيدنايا العسكري (غرفتا ملح) على الأقل توضع فيهما الجثث حتى يحين وقت نقلها، فيما يغيب الملح تماماً عن كميات الطعام القليلة التي يحظى بها المعتقلون.
شهادات لناجين من الاعتقالات:
ويوثق التحقيق عدداً من الشهادات، أحدها لـ عبدو الذي يشير إلى أنه في أحد أيام شتاء 2017، وقبل نقله من السجن إلى المحكمة، دفع حارس به إلى داخل غرفة لم يرها من قبل، فإذ بقدميه الحافيتين تغرقان في كميات من الملح الصخري.
ويضيف عبدو أنه لم يذق ملح الطعام منذ دخوله قبل عامين سجن صيدنايا، والذي يمنع نظام الأسد الملح في الطعام عن السجناء، فما كان منه إلا أن أخذ بقبضة يده كمية من الملح الذي تبين أنه يغطي الغرفة، وبدأ يتذوقه.
ويتابع أنه بعد دقائق فقط، تعثر بجثة نحيلة ملقاة على الملح وإلى جانبها جثتان أخريان، واصفاً تلك اللحظات بأنها الأكثر رعباً في حياته.
ووصف عبدو بأن الغرفة مستطيلة ستة أمتار بالعرض وسبعة أو ثمانية بالطول، أحد جدرانها من الحديد الأسود يتوسطه باب حديدي وتقع الغرفة في الطابق الأول من المبنى المعروف بالأحمر.
وبعدها أخرجوه إلى السجن، وعند خروجه من الغرفة، رأى قرب الباب أكياس جثث سوداء فارغة مكدسة، هي ذاتها الأكياس التي نقل فيها في أحد الأيام، وبأمر من الحراس، جثث معتقلين.
معتقل آخر يدعى معتصم عاش تجربة أخرى، في غرفة مختلفة تقع في الجناح نفسه من الطابق الأول من المبنى الأحمر، ويصفها بأن عرضها أربعة أمتار وطول خمسة أمتار، ولا يوجد فيها حمام.
ويوضح أنه دخل تلك الغرفة في 27 نيسان 2014، وعند دخوله يقول: “غرقت قدمي في مادة خشنة نظرتُ فإذا به ملح بعمق 20 إلى 30 سنتمتراً”، ويضيف أنه الملح الصخري وبدأ بتذوقه لأنه محروم منه، لكن سرعان ما وقعت عيناه على أربع أو خمس جثث ملقاة في المكان.
ويشير إلى أنه عندما دخل سجن صيدنايا عام 2011، كان يزن 98 كيلوغراماً، لكنه خرج منه بوزن لا يتجاوز 42 كيلوغراماً، لافتاً إلى أن الجثث كانت تشبه المومياء، وكأنها محنطة.
وبحسب رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا فإن أول غرفة ملح وُجدت في النصف الثاني من العام 2013، مع اشتداد التعذيب وتردي الأوضاع في السجن.
وتقدر الرابطة أن نحو 30 ألف شخص دخلوا إلى سجن صيدنايا منذ انطلاق الثورة السورية في العام 2011، وقد أفرج عن ستة آلاف منهم فقط، فيما يُعتبر معظم الباقين في حكم المفقودين.
 وروى الناجون من السجن حكايات رعب عاشوها خلال فترة اعتقالهم بشكل تعسفي بسجن صيدنايا سيئ الصيت، حيث قتل آلاف المعتقلين في السجن.
وليس سجن صيدنايا هو الوحيد الذي شهد هذه الفظاعات والجرائم بحق السجناء، بل غالبية سجون نظام الأسد شهدت جرائم ضد الإنسانية، ولا يزال عشرات الآلاف من السوريين في هذه السجون ينتظرون العدالة.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار