هجرة جديدة تشهدها مناطق سيطرة نظام الأسد وخاصة العاصمة دمشق للشباب والخريجين وأصحاب الكفاءات، لكن ما يميزها عن سابقاتها أنها دون أي ضجيج أو تسليط إعلامي.
يتحدث “علاء” (25 عاماً) الخريج من جامعة دمشق فرع تجارة واقتصاد للوكالة السورية للأنباء “سنا” أنه “لا يملك أي فرصة للبقاء وأمامه أيام للخروج لأي مكان ويفكر بالإمارات رغم صعوبة العيش فيها”.
وأضاف أنه نادم جداً على البقاء إلى الآن في دمشق رغم أنه كان مجبراً على ذلك بحسب قوله، وأنه لا يستطيع توفير عمل مقابل 150 ألف ليرة سوري ما يعادل 30$ والتي لا تكفيه بشكل شخصي للمواصلات ووجبات الطعام، وكل هذا وهو عليه أن يلتحق بصفوف قوات الأسد بعد تبلغيه للتجنيد الإلزامي”.
ويقول “عبد الهادي” خريج هندسة ميكانيك ويدرس الماجستير حالياً في جامعة دمشق: “إن دمشق أصبحت مكونة من طبقتين ظاهرتين واحدة من الرأس الماليين والتجار الكبار والذين بالغالب من أزلام النظام، وأخرى ترزح تحت خط الفقر لا يمكنها تأمين لقمة عيشها”.
وفي السياق، أجرت الوكالة السورية للأنباء مقابلة مع طبيب خريج حديثاً من جامعة البعث في حمص وقد تمكن من الهجرة إلى أوربا منذ أيام، حيث قال: واجهت الموت على الحدود بين تركيا وأوربا مرورا بصعاب عديدة، مات معي أشخاص على الطريق، ورغم ذلك كنت أسعى للوصول لكي أحصل على فرصتي فالحياة في سورية مستحيلة”.
وبحسب لجان حقوقية فإن أكثر من 5.5 مليون سوري اضطروا للجوء إلى بلدان أخرى هرباً من استمرار قوات الأسد في اعتقال أشخاص في أنحاء البلاد على نحو تعسفي وإخفائهم وإساءة معاملتهم، بما في ذلك لاجئين كانوا قد عادوا أو أجبروا على العودة إلى مناطق استعادها نظام الأسد.
وتعيش مناطق سيطرة نظام الأسد ظروفاً إنسانية ومعيشية صعبة، نتيجة هيمنة نظام الأسد على البلاد وثرواتها، وتحكمه في قوت الأهالي.