أشار فريق منسقو استجابة سورية إلى الكارثة الإنسانية والمخاطر الكبيرة التي تهدد مئات الآلاف من النازحين في مخيمات الشمال السوري مع تصاعد أزمة التدفئة.
وأوضح الفريق في بيان أنه مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة بشكل حاد، يواجه أكثر من 1574 مخيماً أزمة خانقة في تأمين مواد التدفئة الأساسية نتيجة غياب الدعم اللازم من قبل المنظمات الإنسانية، ما يعرض حياة مئات الآلاف لخطر حقيقي.
وشهدت أسعار مواد التدفئة ارتفاعاً حاداً بنسبة 28% خلال الأسبوع الماضي مع توقعات بزيادة الأسعار خلال الفترة القادمة، لتصبح تكلفة الحصول على التدفئة اليومية عبئاً يفوق قدرة النازحين، حيث تحتاج الأسرة الواحدة إلى العمل لمدة ثلاثة أيام متواصلة لتأمين احتياجاتها من التدفئة ليوم واحد فقط.
وأوضح الفريق أنه في ظل هذه الأزمة، تضطر العديد من الأسر النازحة إلى استخدام مواد غير آمنة للتدفئة، مثل المواد البلاستيكية والمواد الأخرى، ما يؤدي إلى انبعاثات سامة خطيرة تسبب حالات اختناق ووفيات داخل الخيام.
إضافة إلى ذلك، تلجأ بعض العائلات إلى جمع مواد التدفئة من الأراضي الزراعية المحيطة، مما يعرضهم لخطر المخلفات الحربية غير المنفجرة، ما يؤدي إلى حدوث إصابات خطيرة ووفيات.
ولفت الفريق إلى أنه سجل العام الماضي العديد من حالات الاختناق والوفيات نتيجة الحرائق واستخدام مواد تدفئة غير صالحة أو وجود مخلفات الحرب بين المواد التي يتم جمعها من الأراضي الزراعية.
وأضاف: “إن التأثيرات السلبية لهذه الأزمة لا تقتصر على الصحة والسلامة فحسب، بل تتعداها لتشكل تحدياً إنسانياً كبيراً في ظل محدودية الموارد والإمكانيات المتاحة في المخيمات”.
ودعا جميع الأطراف الإنسانية والمنظمات الدولية والجهات المانحة إلى التحرك الفوري لتخفيف معاناة النازحين عبر توفير مواد التدفئة الآمنة بشكل عاجل وضمان وصولها إلى جميع المخيمات ولو بالحد الأدنى، ودعم البرامج التمويلية للأسر النازحة لتتمكن من شراء مواد التدفئة اللازمة بأسعار مناسبة.
وختم بالقول: “إن توفير التدفئة ليس مجرد احتياج أساسي، بل ضرورة لحماية الأرواح والحفاظ على كرامة النازحين، ونتوجه بهذا النداء إلى جميع الجهات المعنية لتحمل مسؤولياتها الإنسانية والتدخل الفوري قبل أن تتحول هذه الأزمة إلى كارثة أكبر”.
