أثارت تعليقات صحفيين أجانب أثناء تغطيتهم أحداث أوكرانيا الأخيرة، غضب ناشطين سوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، لما تضمنته تلك التعليقات من إساءة وعنصرية.
وقالت “كيلي كوبيلا” مراسلة محطة “إن بي سي” الأمريكية في تعليق مثير للجدل رداً على سؤال للمذيعة عن أوضاع اللاجئين الأوكرانيين في البلدان المجاورة: “بصراحة تامة، هؤلاء ليسوا لاجئين من سورية، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا المجاورة. هؤلاء مسيحيون. إنهم بيض، إنهم مشابهون جداً للأشخاص الذين يعيشون في بولندا”.
وقال “تشارلي داغاتا” مراسل شبكة “سي بي أس” التلفزيونية الأميركية اعتذاراً بعد أن قال خلال تغطيته المباشرة لتطورات الغزو الروسي من كييف إن الهجوم على أوكرانيا لا يمكن مقارنته بالحرب في العراق وأفغانستان لأن الأولى أكثر “تحضراً”.
في حين استضافت شبكة (بي بي سي) البريطانية نائب المدعي العام الأوكراني السابق ديفيد ساكفاريليدزي والذي قال ضمن تصريحاته “إنه أمر مؤثر للغاية بالنسبة لي لأنني أرى الأوربيين ذوي الشعر الأشقر وعيونهم الزرقاء يُقتلون كل يوم بصواريخ بوتين وطائراته الهليكوبتر وصواريخه”، دون أي تعليق يذكر من الشبكة.
الصحفي فيليب كورب على قناة “BFM” الأكثر مشاهدة في فرنسا قال “نحن لا نتحدث هنا عن فرار السوريين من قصف نظام الأسد المدعوم من بوتين، نحن نتحدث عن الأوربيين الذين يغادرون في سيارات تشبه سياراتنا”.
الصحفي البريطاني “دانيال هنان” في مقال بصحيفة التلغراف، كتب فيه “إنهم يشبهوننا كثيرًا، وهذا ما يجعل الأمر صادماً للغاية”، وذكر أن الحرب لم تعد تحدث في مجتمعات “السكان الفقراء والنائية”.
مجموعة هذه التعليقات السلبية التي رصدتها الوكالة السورية للأنباء، والتي اعتبرها كثير من الناشطين السوريين “عنصرية” أثارت ردات فعل بسبب الازدواجية في تعاطي الإعلام الغربي بشكل عام مع قضايا إنسانية متشابهة، مما جعل كثير من الناشطين ينهال بمنشورات رد على هذه التعليقات السلبية.
يذكر أن نحو 100 ألف أوكراني فروا من منازلهم نحو البلدان المجاورة، لا سيما بولندا والمجر ورومانيا، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين، وأورد المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين، الجمعة، أن أكثر من 50 ألف أوكراني فروا في أقل من 48 ساعة منذ بدء الغزو الروسي.