اقتحمت قوة أمنية كبيرة تابعة لنظام الأسد منزل الصحفي الموالي “كنان وقاف” في محافظة طرطوس، والعامل في جريدة الوحدة الرسمية.
“وقاف” وعبر فيديو قام بنشره على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أوصى بالاعتناء بأطفاله عقب التهديدات التي طالته، موضحاً بأن قوة أمنية بسلاح ميداني داهمت منزله دون إذن من النيابة العامة، وأرعبوا الأطفال.
وصوّر الصحفي تسجيل الفيديو من خارج منزله، ونشره على عجالة من أمره تحسباً لتعرضه للاعتقال في وقت قريب.
وكان “وقاف” الذي عُرف عنه كثرة انتقاداته للفساد والوضع المعيشي، قد نشر قبل أيام انتقادات طالت رأس نظام الأسد “بشار الأسد”، لاستقباله الممثل “وائل رمضان” وزوجته “سلاف فواخرجي”.
كما عرّج إلى عدم الاكتراث للأحداث والأزمات الموجودة في مناطق سيطرة نظام الأسد، من احتجاجات وقطع طرق في السويداء، والطوابير أمام دوائر الهجرة والجوازات، ومديريات التموين، والسجل المدني، ومديريات النقل.
وتعرض الصحفي في أيلول 2020 للاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية في طرطوس تحت ذريعة إعادة نشره عبر حسابه في “فيس بوك”، تحقيقاً صحفياً له نُشر في “صحيفة الوحدة” الرسمية.
وتعرض للاعتقال مرة أُخرى في آذار العام الماضي بعد كشفه عملية خطف قام بها نجل محافظ الحسكة، اللواء “غسان خليل”، للحصول على فدية مالية.
وتعاني المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد نقصاً حاداً في المواد الرئيسية وشح في الخدمات العامة وانتشار كثيف للفساد، حيث تفتقد للكهرباء والمحروقات والطحين والمواصلات، بالإضافة لانخفاض قيمة الليرة السورية وانخفاض القدرة الشرائية للسكان.
ويعد نظام الأسد مسؤولاً عن الانتهاكات المرتكبة بحق الصحفيين في سورية، حيث وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل 709 من العاملين في مجال الإعلام منذ آذار 2011، بينهم 52 بسبب التعذيب.
يُذكر أن سورية صُنفت من بين الدول الأسوأ على صعيد حرية التعبير، حيث احتلت المركز 174 من 180 في التصنيف السنوي لحرية التعبير الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود”، وتصدرت أكثر البلدان فتكاً بالصحفيين وفقاً لـ “لجنة حماية الصحفيين”.