18.4 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

ملتقى المرأة السورية الأول.. البيان الختامي

عقد في سورية بمقر جامعة حلب الحرة بمدينة اعزاز بتاريخ (08 نيسان 2021) ملتقى المرأة السورية الأول الذي ضم عددًا كبيرًا من النساء الفاعلات في الشأن العام في كل المجالات.

ثمّن الملتقى دور المرأة السورية بعد مضي عشر سنوات على الثورة السورية العظيمة، حيث قدّمت المرأة السورية نموذجًا من الإقدام والعزم والالتزام، نساء سورية اليوم يمثلن تجربة نضالية عظيمة فريدة من نوعها، واجهن خلالها صنوف القمع والإجرام ببطولة وثبات، ورغم تعرض المرأة السورية لكل أنواع الانتهاكات؛ ما زالت مستمرة في ثورتها في وجه النظام والاستبداد.

أكد الملتقى على ضرورة تكريس دور المرأة السورية في العملية السياسية التي تقوم على أساس الالتزام التام ببيان جنيف وقراري مجلس الأمن 2118 و 2254 لبناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية تعتمد مبدأ المواطنة المتساوية وتعكس تنوع وغنى المجتمع السوري، وتحترم حقوق الإنسان ويضمن دستورها حقوق وثقافات ولغات جميع مكونات المجتمع التي تمثل خلاصة تاريخ سورية وحضارتها، على قاعدة وحدة سورية أرضاً وشعباً وسلامتها الإقليمية، وعلى ضرورة تفعيل العملية السياسية من أجل تحقيق انتقال سياسي يبدأ برحيل الأسد ونظامه عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي تعمل على إنشاء بيئة آمنة وهادئة ومحايدة وفقاً لدستور جديد عصري وديمقراطي من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها جميع السوريات والسوريين داخل البلاد وخارجها تحت إشراف الأمم المتحدة ورقابة المنظمات الدولية المعنية بنزاهة الانتخابات، وعدم الاعتراف بالمسرحية الهزلية التي يعدُّ لها النظام خلال هذا العام تحت مسمى الانتخابات، وإننا نطالب بتحرك جديّ للمجتمع الدولي وألا يسمح لروسيا بخطف العملية السياسية وإفراغها من محتواها وتجاهل مطالب السوريات والسوريين. 

شددت المشاركات على الإطلاق الفوري لجميع المعتقلات والمعتقلين والكشف عن مصير المغيبات والمغيبين في سورية باعتباره ملفاً فوق تفاوضي، ويطالبن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم لإنهاء هذه المأساة الإنسانية، ومد يد العون للناجيات والناجين من المعتقلات والمسالخ البشرية للنظام، والاهتمام بعائلاتهم.

طالبت المشاركات بتطبيق مبدأي المساءلة والمحاسبة بحق مرتكبي جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية بحق السوريات والسوريين. وأدنّ القصف الوحشي على المدنيين والمناطق المأهولة بالسكان، من جانب الأسد وحلفائه روسيا وإيران والميليشيات الطائفية وأكدن على العودة الطوعية الآمنة للاجئات واللاجئين السوريين إلى مناطق سكنهم الأصلية، ورفض سياسات الإعادة القسرية بحق اللاجئات واللاجئين قبل توفر البيئة الآمنة والمحايدة، التي يعتبر رحيل النظام الشرط الأساسي لتوفرها.

ناشدت المشاركات الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية الإنسانية العمل على تمديد قرارات إدخال المساعدات الإنسانية الصادرة عن مجلس الأمن إلى السكان المحتاجين إليها بدءًا من القرار 2139 والقرار 2165 مع ضرورة فتح جميع المعابر التي يمكن الوصول منها المساعدات, وحذرت من مغبة استعمال روسيا الفيتو ضد تمديد قرار المساعدات الإنسانية لما يسببه من كوارث إنسانية بحق المدنيين.

ناقش الملتقى واقع المرأة السورية من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، وكذلك التحديات والصعوبات التي تواجهها، وأكد على ضرورة حصول النساء على كامل حقوقهن في العمل والوظائف والمساواة في الأجور، وخلق بيئة وظيفية مناسبة لعمل ودور المرأة، ومشجعة لانخراطها بشكل مؤثر وكبير، وتعزيز ثقافة المجتمع للإيمان بقدرة النساء على التبوء المناصب السياسية ومواقع صنع القرار وزيادة تمثيلها بما لا يقل عن 30% وصولاً للمناصفة ليكون دورها بارزاً في سورية المستقبل.

تحدثت المشاركات عن ضمان حقوق المرأة القانونية والدستورية وإلغاء القوانين التمييزية ضد النساء حيثما وجدت وإقرار مبدأ المحاسبة في ذلك، ودعت المشاركات إلى احترام خصوصية المرأة السورية والتنوع الموجود في المجتمع السوري بكل أطيافه.

 نحن النساء السوريات الفاعلات في الشأن العام والمجتمع نؤكد على دعم المرأة بشكل جدي في إطار بناء قدراتها وإتاحة الفرصة لها للمشاركة في جميع المؤسسات والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والإدارات  المحلية وانخراطها الفاعل والمؤثر، إضافة لدعم جهودها في بناء السلام وتعزيز الإجراءات القانونية الدولية والمحلية لتحميها من العنف والانتهاكات المختلفة.

أعلنت المشاركات في الملتقى عن إطلاق “هيئة المرأة السورية” والاتفاق على عقد الملتقى الثاني في موعد يحدد لاحقاً.

نساء سورية اليوم لسن ضحايا، بل رمزٌ للقيادة والعطاء.  

تحية للسوريات الثائرات، السائرات في سبيل الحرية، تحية إجلال لكل نساء سورية الحرة، تحية لكل نساء العالم المناضلات من أجل حقوقهن.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار