22.8 C
Damascus
الجمعة, أبريل 19, 2024

دمشق وريفها… ضعف القدرة الشرائية يفرض كساداً في موسم عيد الفطر

مع اقتراب عيد الفطر، أُصيبت الأسواق الشعبية والراقية في دمشق وريفها بحالة غير مسبوقة من الكساد مع ارتفاع حاد للأسعار، لا سيّما الحاجيات المتعلقة بمستلزمات العيد كالحلويات والألبسة.

وخلال جولة لمراسل “وكالة سنا” في الأسواق الأكثر شعبيةً بدمشق وريفها، لاحظ وصول سعر بنطال الجينز الولادي إلى 45 ألف ليرة سورية بالحد الأدنى، ما يعادل 12 دولاراً أمريكياً وفقاً لسعر صرف الدولار البالغ حالياً بنحو 3900 ليرة سورية، فيما لا يتجاوز الراتب الشهري لموظف في القطاع العام 90 ألف ليرة، ولعامل في القطاع الخاص 100 ألف ليرة لا أكثر، أي نحو 25 دولاراً بأحسن الأحوال.

ووصل سعر بنطال الجينز الرجالي إلى 60 ألف ليرة سورية بالحد الأدنى، كما وصل سعر الكنزة الرجالي بين 45 ألف و100 ألف ليرة، والقميص بين 40 ألف و80 ألف ليرة، وسعر الحذاء الرجالي بين 60 ألف و120 ألف ليرة سورية.

أما سعر البنطال النسائي فقد وصل إلى ما بين 45 ألف و120 ألف ليرة، والكنزة النسائية بين 40 ألف و90 ألف ليرة، والقميص بين 45 ألف و85 ألف ليرة، والحذاء بين 50 و125 ألف ليرة سورية.

السيدة “أم جابر” تعمل معلمة صف في مدرسة عامة، لديها 3 أطفال، قالت لـ “وكالة سنا” إنّها حاولت شراء الملابس لأطفالها من متاجر ألبسة “البالة”، لكنها عجزت عن شراء شيء بسبب الأسعار المرتفعة، مضيفةً بأن كسوة كل فرد من أسرتها تصل إلى حوالي 100 ألف ليرة سورية من “متاجر البالة”، وبنحو 250 ألف ليرة من متاجر الألبسة الجديدة.

السيد “س – م” صاحب متجر ألبسة في حي الزاهرة، يرى أن الكساد حالة طبيعية بسبب ضعف القدرة الشرائية لدى المستهلك جراء ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الأجور وارتفاع الأسعار في الأسواق، وفقاً لما قاله لـ “وكالة سنا”.

وأكد محدثنا أن السبب الرئيسي للفجوة ما بين الأسعار والدخل المتوفر هو السياسات الخاطئة الصادرة عن نظام الأسد الذي عجز عن تأمين الكهرباء والمحروقات للصناعيين، إضافةً لوضعه عدة عقبات أمام مستوردي المواد الأولية “الخام”، لا سيّما في توفير القطع الأجنبي.

وإلى أسواق الحلويات حيث شهدت هي الأُخرى ارتفاعاً حاداً، إذ يُباع كيلو الحلويات المشكل المصنوع بالسمن العربي بين 100 ألف و150 ألف ليرة، وكيلو المشكل المصنوع بالسمن الحيواني البقري بين 55 ألف و75 ألف، والمشكل الخفيف الشعبي بين 20 ألف و35 ألف ليرة سورية.

ووصل سعر كيلو الغريبة والمعمول بالعجوة والبرازق بالسمن العربي إلى 65 ألف ليرة، وكيلو المعمول بالفستق الحلبي إلى 80 ألف ليرة سورية.

وبلغ سعر كيلو المبرومة 90 ألف ليرة، والبلورية 80 ألف، يُضاف إليها نحو 25 ألف ليرة في حال كانت بالسمن العربي.

السيد “ن – ش” صاحب متجر حلويات في حي الميدان عزا لـ “وكالة سنا” ارتفاع أسعار الحلويات إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة بصناعتها كالفستق الحلبي والسمون وجوز الهند والسكر وغيرها، مؤكداً أن أصحاب المحلات توقعوا تحرك السوق تحت تأثير كثافة الحوالات المالية الخارجية، إلا أن توقعاتهم باءت بالفشل، إذ يشهد سوق الحلويات انخفاضاً كبيراً بالمبيعات.

وبالعودة إلى “أم جابر” أكدت أن أكثر العائلات العالقة في مناطق سيطرة نظام الأسد عزفت منذ سنوات عن صناعة الحلويات المنزلية التي تبلغ تكلفتها نصف تكلفة الحلويات الجاهزة، بالتالي ستكون عاجزةً أمام شراء الحلويات الجاهزة، لا سيّما بالأسعار المطروحة حالياً، مشيرةً إلى فقدان ثقة الناس بالدوائر الرسمية والأجهزة الرقابية التي لا تعدو كونها رقابة إعلانية فقط.

يُذكر أن “بشار الأسد” رأس نظام الأسد قد أصدر قبل أيام مرسوماً يقضي بصرف منحة مالية بقيمة 75 ألف ليرة سورية للعاملين في الدوائر العامة وأصحاب المعاشات التقاعدية من مدنيين وعسكريين، ما وفّر لمحدثتنا سداد جزء بسيط من الديون المتراكمة عليها.

وتتضاعف الأسعار في الأسواق الراقية والمولات بحوالي 5 أضعاف عن الأسعار في الأسواق الشعبية.

 

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار