فادي شباط | وكالة سنا
يُصادف اليوم الذكرى الثامنة لعملية الشهاب الثاقب التي اخترقت حصون وأسوار العاصمة دمشق، انطلاقاً من المناطق المحاصرة في جنوبها.
في ليلة 16 أيلول 2019، نفذ الثائرون المحاصرون في مناطق جنوب دمشق عملية عسكرية تحت مسمى “الشهاب الثاقب” بمحاولة منهم لفك الحصار المطبق على أحياء الحجر الأسود – التضامن – القدم – العسالي، وبلدات حجيرة – غزال – بويضة – الذيابية – الحسينية – سبينة – يلدا – ببيلا – بيت سحم – عقربا، ومخيم اليرموك.
وبدأت العملية في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حيث استخدم الثائرون مجارير الصرف الصحي للوصول إلى حي الميدان، انطلاقاً من مخيم اليرموك بشكل سرّي للغاية.
ونجح الثائرون بالخروج إلى حي الميدان وتنفيذ جزء من العملية، إذ تمكنوا من قتل نحو 45 عنصراً تابعاً لنظام الأسد وحلفائه وبينهم ضباط وصف ضباط، وجرح عدد كبير منهم، وارتقى خلال العملية 12 ثائراً.
كما تعرّض عدد كبير من الثائرين المشاركين بالعملية لالتهابات حادة أصابت عيونهم بسبب كثافة الغازات داخل مجارير الصرف الصحي التي ظلوا داخلها نحو 14 ساعة متواصلة.
فداء الصالح، عضو اتحاد نشطاء جنوب دمشق، قال لـ “وكالة سنا”: إن عملية الشهاب الثاقب كانت من العمليات النادرة ذات الدقة العالية والسرية والتخطيط، وتمكنت من تهديد العاصمة دمشق بشكل مباشر مع افتقاد الثائرين آنذاك كافة أصناف الأسلحة النوعية، واستخدامهم للأسلحة الفردية فقط.
بدوره قال لـ “وكالة سنا” مدير رابطة المهجرين الفلسطينيين في الشمال السوري، ثائر أبو شرخ: عملية الشهاب الثاقب كانت تجسيداً لروح المقاومة وعدم التنازل رغم انعدام مقومات الصمود، وسط الصمت العربي والإقليمي أمام ما كان يتعرّض له أبناء المنطقة من قصف وحصار وتجويع.
وتعرضت منطقة جنوب دمشق منذ مطلع العام 2013 لحصار خانق من قبل قوات نظام الأسد، ميليشيا الدفاع الوطني، وميليشيات الحرس الثوري الإيراني “الإيرانية والعراقية والباكستانية والأفغانية واللبنانية”، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة.
وقضى خلال الحصار أكثر من 200 إنسان غالبيتهم أطفال ونساء جراء انعدام الغذاء والدواء، ووصل حينها ثمن كيلو الأرز الواحد لأكثر من 100 دولار أمريكي.