31.5 C
Damascus
الأربعاء, أبريل 24, 2024

“أيمت راجعين”.. مشاعر الحنين تتصدر مجالس المهجّرين

عبد الحميد حاج محمد | وكالة سنا

“أيمت راجعين على ضيعتنا”، “مارح نزرع هالأرض ونرجع لشجرنا”، أحاديث وأسئلة متتالية في جلسات المهجرين من كل المناطق السورية، ولا تكاد تخلو جلسة من هذه الأسئلة وأحاديث الحنين إلى الديار، بعد سنوات من التهجير القسري.

وفي هذا الوقت خصوصاً مع ذكرى تهجير مئات الآلاف من ريفي إدلب وحلب، في آخر عملية عسكرية لروسيا ونظام الأسد في مطلع العام 2020، والتي أدت إلى السيطرة على ريفي إدلب الشرقي والجنوبي، وأجزاء من ريفي حلب الغربي والشمالي.

ثلاث سنوات مرت على تهجيرنا كغيرنا من ملايين السوريين في مختلف المناطق، قضيناها في المخيمات الحدودية على أمل أن ينصفنا المجتمع الدولي، أو تنحل عقدتنا وتتحق العودة التي يحلم بها جميع المهجرين السوريين، دون نظام الأسد وميليشياته والاحتلالين الروسي والإيراني.

وبالتزامن مع ذكرى تهجير أهالي ريفي إدلب وحلب، لا يزال مئات الآلاف منهم يعانون في المخيمات، خصوصاً مع انخفاض درجات الحرارة والمنخفضات المتتالية التي تضرب المنطقة.

لا يكاد تخلو خيمة أو منزل أي مهجر من أحاديث الحنين والشوق إلى الديار، بعد سنوات من الغياب، خصوصاً من كبار السن الذين أقضوا حياتهم في قراهم ومنازلهم، مكافحين في أرضهم يزرعونها ويعتاشون منها، إلى أن طالهم إحرام نظام الأسد وميليشياته وقوى الاحتلال الدولية روسيا وإيران، وحرمتهم من منازلهم وأراضيهم وحاربتهم في أرزاقهم وهجرتهم قسراً في أبشع الظروف وأقساها.

في أي مجلس أحضره لمهجرين (مثلي)، يتسارعون باستجوابي عن أي خبر يحمل بشارة أو نبأ سار يدور حول عودتهم إلى قراهم ومنازلهم التي هجروا منها قسراً، نتيجة شوقهم وتعبهم من أوضاع التهجير التي يعيشونها.

سنوات ثلاث قضوها وقضيناها، بأمل متجدّد في كل حين، عن عودة قريبة تعيد آمال باقي السوريين بالخلاص من حياة التهجير واللجوء والعودة إلى سورية لإعادة بناء ماهدمه نظام الأسد.

وفي كل مرة يخرج السوريون المهجّرون في المخيمات، ويؤكدون رفضهم المطلق للعودة إلى كنف وحكم نظام الأسد، بل فضلوا حياة الخيام الصعبة بالعودة إلى سلطة هذا النظام الذي استخدم القوة المفرطة وارتكب الجرائم والمجازر في سبيل تهجيرهم.

وبالعودة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، تجد الآلاف من السوريين يواصلون ذكر قراهم ومدنهم، مرفقين صور تلك المناطق في تأكيد منهم على إصرارهم على مواصلة الكفاح حتى العودة إليها، والتأكيد على أن هذه المناطق ستبقى للسوريين وستزول عنها الميليشيات.

تمر السنوات ولا يزال السوريون يحصونها وهم خارج ديارهم، مع شعور الحنين والشوق، والتمني بالخلاص من ما يعيشونه والخلاص من نظام الأسد، ويبقى السوريون على عهدهم بالوفاء للثورة السورية ودماء الشهداء وصرخات المعتقلين في السجون.

بالرغم من كل ما يعانيه السوريون لا يزال المجتمع الدولي ممتنعاً عن تصوير الحقائق كما هي، وإيجاد حل ينهي إجرام نظام الأسد المتواصل، وكف يد روسيا وقواتها وتجريمها على جرائمها ومجازرها بحق السوريين، والاكتفاء بما يجريه المبعوث بيدرسون وفق مزاجيته وأهوائه.

عام يتلوه عام، وذكرى تتلوها ذكرى، ولا يزال السوريون يستذكرون مواجعهم، وبعد نحو شهر يحيوون الذكرى الـ 12 لانطلاق الثورة (ثورة الكرامة)، وفي كل وقت وحين، يؤكدون استمرار هذه الثورة رغم البعد الدولي عن الملف السوري واتجاه العديد من الدول إلى التطبيع مع نظام الأسد، وإعادة الروح إليه، إلا أن السوريين يؤكدون أن هذا النظام ساقط منتهٍ لا يمكن إحياؤه ولا إعادة تعويمه.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار