قال المخرج السوري مأمون البني إن منزل خالد بيك العظم الذي طاله الحريق الأخير في حي ساروجة الدمشقي اغتيل مرات عديدة جميعها على يد حزب البعث.
وفي منشور للبني على صفحته في فيسبوك أشار إلى أن والده كان يصطحبه لمنزل خالد العظم في سوق ساروجة إبان الحملات الانتخابية في الخمسينات، إحداها عام 1954 حيث كان في العاشرة من عمره، حيث حضر خطابات خالد العظم وصلاح البيطار في عين الكرش، ورياض المالكي في حارة المفتي، الذي التحق بركب النواب فيما بعد.
وقال البني: “إن الاغتيال الأول عندما لجأ خالد العظم إلى السفارة التركية يوم 8 آذار 1968، هرباً من بطش الانقلابيين لثورة 8 آذار المجيدة!! داهمت عناصر الانقلاب منزل خالد العظم بعد أن وصل لبيروت، ليكتشفوا أن ثلاثة عشر عائلة فلسطينية تقطن المنزل بكتاب توكيل موقع من خالد بك يتيح لهم الإقامة الدائمة في المنزل”.
وأوضح البني أن الانقلابيين أخرجوا العائلات المقيمة في المنزل بحجة أنه تم الاستيلاء عليه من قبل ما يسمى الثورة، وقد أغلقوا المنزل عدة سنوات.
ويضيف مأمون أن الاغتيال الثاني تم خلال فترة إغلاق المنزل، حيث شق شارع الثورة الذي أودى بجزء منه، فقد كان المنزل شبيهاً لحرف L باللاتيني، منبهاً إلى أنه تم هدم أجزاء من المنزل، وهدم ثلاثة جدران من غرفة الساونا التي لا يعلم بها أو يعرف كيف لغرفة كلسية أن تُصدر حرارة طبيعية بدون أي من الأدوات التقنية، ليكتشف لاحقاً أنها متصلة من خلف الجدران بقساطل فخارية تحوي على ماء ساخن قادم من “الأميم” يمر في الغرفة ليصل إلى حمام سوق الهال.
وأضاف البني أن الاغتيال اللاحق عندما كانت أكثر غرف المنزل مكسوة بخشب مصدف تم نقله إلى أحد القصور لحافظ الأسد.
أما الاغتيال الأخير فقد كان الحريق الذي اندلع قبل أيام في حي ساروجة الدمشقي العريق، الذي أدى إلى احتراق عدد من المنازل التاريخية والتي ترتبط بحضارة سورية ودمشق.
ويتهم ناشطون نظام الأسد والميليشيات الإيرانية بعمليات حريق ساروجة، لطمس هوية سورية وحضارتها، ضمن سياق عمليات التغيير الديمغرافي التي تتبعه إيران في سورية.