أطلق مجموعة من الأدباء والكتّاب والشعراء والمسرحيين منتدى “خيزران” الثقافي في مدينة إدلب، وذلك بهدف إقامة أنشطة ثقافية، وتحسين الواقع الثقافي في المنطقة.
حضر حفل افتتاح المنتدى عدد من الفعاليات المدنية في مدينة إدلب، وتم الإعلان أمس السبت (9 آذار) عن أول منتدى ثقافي، يضم المهتمين بالجانب الثقافي في المنطقة.
مدير المنتدى وأحد مؤسسيه الكاتب عمار الأمير قال لوكالة سنا، إن منتدى “خيزران” هو أقرب ما يكون للصالونات الأدبية، ويضم كتاباً وشعراء ومسرحيين، إضافة لكتاب أدب الأطفال، مشيراً إلى أن المحافظة على الجندرة حاضرة في المنتدى، من خلال وجود سيدات شاعرات ومناضلات ومفكرات، و”جاء المنتدى سعياً منا لإيجاد مكان يجمع المهتمين بالثقافة، بعد أن كانت اللقاءات في منازل مؤسسي المنتدى”.
لماذا الخيزران؟
وحول اسم المنتدى والهدف منه، قال الأمير، إن رسالتي ورؤيتي في الحياة مستوحاة من “الخيزران”، فهو يعني لي الكثير، فبعد أن نشرت ستة كتب، كنت أكتب الفكرة وكأنها بذرة، وأنتظرها لأن تكبر، فالخيزران يبقى خمس سنوات بطول الإصبع، بينما في السنة السادسة، يصل لـ 25 متراً، فمن هذا المنطلق جاء اسم المنتدى، فالخيزران يتمتع بمرونته في صنع الأعمال والتحف، إضافة لكونه يجلد بصلابة، وهو أشبه بكلمة الحق التي تجلد، كما يُصنع منه الناي بألحانه الجميلة، ويستخدم في الرسم، وله رائحة جميلة، ولونه أخضر يبعث الأمل، ونحتاجه في هذا التصحر.
وأشار الأمير إلى أن منتدى خيزران لا يقف تحت مظلة أحد، فهو ليس منظمة ولا يتبع لأي جهة حكومية، مضيفاً أنه بعد حفل الإشهار الذي حضره نحو 110 أشخاص، تحدثنا على أن منتدى “خيزران” من الممكن أن يتمدد إلى عدة مناطق في شمال غربي سورية، وممكن أن يكون جسر لعدة دور نشر في المستقبل، على حد قوله.
ورؤية المنتدى وفق الأمير، أن يحتوي المواهب، وأن القراءة “فرض وليست هواية”، وأن الأديب يجب أن يُتاح له أن ينشر ما ينتجه، وأن يكون مثمراً، مشيراً إلى أن الأنشطة ستكون شهرية ومتنوعة، ما بين أدبية ومسرحية وأدب أطفال وشعر وندوات.
ولفت إلى أن “خيزران” طموحه كبير، فهو ليس حزباً سياسياً، كما أنه يستعد للتعاون مع كل الجهات التي تساعد في بناء البلد، ودعم هذه الشريحة” المهتمين بالثقافة” المهمة في نهوضه.
من جهتها، قالت الشاعرة والصحفية سناء العلي – وهي من مؤسسي المنتدى – لوكالة سنا، إن هذا الحلم يراودنا منذ سنوات، بأن يكون لدينا منتدى أو تجمع أدبي حر في إدلب، تجتمع فيه النخب المثقفة والمهتمة بالأدب بأنواعه، فمن هذا المنطلق كانت ولادة الفكرة التي انبثق عنها منتدى “خيزران”.
نحن شعب محب للثقافة
وأضافت العلي، أننا “نهدف من المنتدى، إرسال رسائلنا بأساليبنا، وأننا في إدلب لسنا جهلة وإرهابيين، بل نحن شعب محب للثقافة وواعي، يقرأ ويكتب، ويعمل من أجل العدل والحرية والسلام”، وأعربت العلي عن “تفاؤلها بهذا المنتدى الثقافي، بأن يكون النور الذي يسطع، ليوصل رسالتنا السامية وغايتنا النبيلة”، على حد تعبيرها.
وبحسب القائمين على المنتدى فإن العمل عليه استمر لثلاثة أشهر، وبعد انطلاقه أمس السبت كانت أولى فعالياته هي أمسية أدبية لأعضاء المنتدى، حيث ألقى عدد من الشعراء قصائد متنوعة.
واعتبر الناشط السياسي في إدلب رضوان الأطراف أن انطلاق منتدى “خيزران” الثقافي في إدلب، يشكل فرصة لتعود من خلالها الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية للمحافظة من جديد.
الحرية منبع الإبداع
فيما قال الشاعر والناشط في مجال التعليم رافع الرحمون لوكالة سنا، إن منتدى “خيزران” الثقافي هو منتدى أدبي حر يجمع الكتاب والأدباء والفنانين والمسرحيين وأصحاب الكلمة الأدبية الحرة، وقام على تأسيسه مجموعة من النخب الأدبية، بهدف “إظهار الوجه الحقيقي للأدب” الذي غيبته الأحداث والظروف، وسد الفراغ الحاصل في هذا الميدان، نتيجة الظروف وقلة الاهتمام من الجهات الفاعلة، ليكون الصوت الناطق، والمعبر عن هموم السوريين وأحلامهم وتطلعاتهم ومشاعرهم وأحاسيسهم.
وأضاف الرحمون، أن للأدب الدور الأكبر في “توثيق هذه المرحلة” من خلال التعبير عنها بالشعر والنثر والمسرح والفن وغيره من الفنون، فهو يحمل رسالة عظيمة، لذلك آثرنا في منتدى “خيزران” أن نخطو هذه الخطوة، ونسهم في حمل هذه الرسالة للارتقاء بالواقع الأدبي والثقافي في هذه المنطقة، بشكل حر دون وصاية من أحد، ودون ارتهان لأي أجندات، من منطلق مبدأ الحرية التي هي “منبع الإبداع”.
وتنشط الفعاليات المدنية والمشاريع التنموية في مدينة إدلب ومناطق شمال غربي سورية بعد الاستقرار النسبي الذي شهدته المنطقة، فهي تضم الآلاف من الطلبة الجامعيين بمختلف الاختصاصات، الأمر الذي يسهم في إيجاد بيئة خصبة وتنوع ثقافي، لإقامة مختلف الأنشطة الفعاليات فيها، وإطلاق مشاريع تنموية في المنطقة، على الأصعدة كافة.
