أعلنت “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” (سامز) البدء بمشروع تقديم الدعم الكامل لإجراء 48 عملية لجراحة القلب المفتوح بشكل مجاني، وتنفيذها على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة في مستشفى الرازي الخاص بمدينة الدانا شمالي إدلب.
وقالت المنظمة الطبية إن فريقها الطبي أجرى عمليتين جراحيتين في يوم بدء المشروع، في 10 من أيار الحالي، ثم أجرى عمليتين في 13 من الشهر نفسه، وقد تكللت جميعها بالنجاح.
ويعاني مرضى القلب في إدلب من عدم وجود مراكز مجانية لإجراء عمليات الجراحة، وارتفاع تكاليف إجراء مثل هذه العمليات التي تصل إلى 5000 دولار أمريكي، عدا عن تكاليف العلاج التأهيلي بعد العملية.
وجاء المشروع تلبية للحاجة للاستجابة للحالات التي أطلقتها “منظمة الإغاثة الإسلامية” عبر مركزها المختص في مدينة إدلب، للمساعدة في إزالة العقبات المالية، التي تحول دون تلقي العلاج للمرضى غير القادرين على تحمل التكاليف.
وقال مدير قسم المشاريع في “سامز”، الطبيب حمزة أبو اليسر، إن لجنة مختصة من جراحي القلب في “سامز” درست حالات المرضى بعناية، ونظمت قائمة انتظار المرضى للعمليات الجراحية حسب الأولوية، بحسب ما نقلت جريدة “عنب بلدي”.
وأوضح الطبيب أن هذه الانطلاقة مرحلة أولى ضمن برنامج “سامز” لجراحة القلب شمال غربي سورية، وتعمل الجمعية على تجهيز مركزين لجراحة القلب في مدينتي إدلب والباب، مع تطلعات بتحقيق تأثير إيجابي كبير في حياة المرضى وأسرهم،وتتحمل تكلفة هذه العمليات مع الإشراف على تنفيذها.
ويعاني تخصص جراحة القلب في إدلب من ندرة في الكوادر المتخصصة، وقلة في الأجهزة وغياب المراكز التخصصية المجانية، لذلك شكلت عملية جمع الكوادر اللازمة لإجراء عمليات جراحة القلب تحديًا قبل إطلاق المشروع.
وبحسب الطبيب أبو اليسر، فإن الأشهر الماضية شهدت وصول بعثتين طبيتين من “سامز”، ومن ضمن الكوادر جراحو قلب أجروا في المركز عمليات نوعية، لافتاً إلى وجود فنيي دارة قلب ورئة يتم تدريبهم وسيتم تخرجهم خلال سنة ونصف، ومساعدي عمليات، وطبيب تخدير أصبح قادراً على إجراء العمليات.
وذكر أنه يتم تدريب كوادر أيضاً من أجل جراحة القلب، أما بالنسبة للجراحين فستبدأ الجمعية بتدريب جراحين مقيمين، مشيراً إلى أن برنامج “سامز” لجراحة القلب غني ومكثف لمعالجة مشكلة ندرة الكوادر.
وداخل مركز “الرازي” يوجد مركز خاص ستقوم “سامز” بتغطيته بشكل كامل بهدف تقديم الخدمة الطبية بأسرع وقت للمرضى، حيث يوجد 400 مريضة، كما أن مركز “الإغاثة الإسلامية” لا يستطيع وحده تحمل العبء كله، لأنه يحتاج إلى سنوات إذا استمر وحده لتقديم الخدمة لجميع المرضى، وفق الطبيب.
ويعاني القطاع الطبي في الشمال السوري نقصاً في المعدات والكوادر وضعفاً في التمويل، وطالت المرافق الطبية قذائف قوات الأسد وروسيا.
ومطلع تشرين الأول 2023، تعرضت خمسة مرافق طبية في إدلب للاستهداف المباشر من قبل قوات الأسد، منها مستشفى “إدلب” الوطني، والمستشفى “الجامعي”.
