تسببت الهطولات المطرية والسيول وانجراف التربة بالضرر بعشرات المشاريع الزراعية، فقد تعرض مزارعو الكمون في شمال غربي سورية لخسارات مالية كبيرة، نتيجة تأثر المحصول بالتقلبات الجوية والهطولات المطرية مطلع أيار الماضي، قبل 15 يوماً من حصاده.
وبحسب عدة مزارعين التقت بهم وكالة سنا، فإن إنتاج محصول الكمون لهذا العام قد تراجع بنسبة عن العام الماضي، فالأمطار الأخيرة ألحقت به أضراراً كبيرة.
كما أن نسبة الخسائر قد تجاوزت عند بعض المزارعين نسبة 50 في المئة، موضحين أن الهكتار الواحد يكلف المزارع 1000 دولار أمريكي، تشمل تكلفة الحراثة والبذار والأسمدة والسقاية والمبيدات الحشرية، إضافة لأجور العمل والنقل.
وقال المهندس الزراعي عماد جمال لوكالة سنا، إن محصول الكمون يحتاج جو جاف ودافئ، وبكمية أمطار قليلة، ولكن هذا العام كان الجو متقلباً والرطوبة عالية والأمطار شديدة، والأرض بشكل دائم فيها مياه ورطوبة.
وأضاف جمال، أنه ظهرت حالات لمرض ” الفيوزاريوم”، وهو مرض خطير يصيب الجذر، كما ظهرت أمراض نتيجة الرطوبة العالية والأمطار الشديدة منها مرض” لفحة الترناريا”، والذي تسبب بخسائر كبيرة لمزارعي الكمون، لأنه أصاب المحصول في فترة الزهر.
وأشار إلى أن هذه السنة كانت صعبة على المزارعين، فالمحاصيل التي تحتاج رطوبة لم تسلم من التقلبات الجوية، فالكمون من باب أولى يتعرض للتضرر نتيجة لهذه الأجواء المتقلبة.
وأوضح جمال أن الدونم الواحد من محصول الكمون كان ينتج 200 كغ، أم اليوم فإنتاجه بالحد الأقصى لم يتجاوز 40 كغ للدونم الواحد، ولفت إلى أن سعر الكمون المرتفع هو ما شجع المزارعين على زراعته رغم الخسارة الكبيرة.
كما أن أغلب المزارعين باتوا يعتمدون على زراعة الكمون لتحقيق أرباح مالية، ولم يكن من المتوقع أن يواجهوا مثل هذه التقلبات الجوية، مشيراً إلى أن سعر الكمون لم يتضح أو يحدد بعد هذا العام، بينما وصل سعر الطن عام 2023 إلى 7000 دولار أمريكي.
ويعد الكمون من المحاصيل الزراعية المعتادة في أرياف حلب، لكنه أقل مقارنة بزراعة القمح والشعير، وشهد إقبالاً في الأعوام الماضية، أملاً بتحقيق مردود مالي أفضل.
ولا توجد إحصائية دقيقة عن مساحة الأراضي المزروعة بالكمون لهذا العام في شمال غربي سورية، ولا إحصائية عن تقديرات الإنتاج، نظراً إلى الأضرار التي تعرض لها المحصول، وعدم طرح الكمون في الأسواق.
وشهدت السنوات الثلاث الماضية دخول زراعات جديدة وغير تقليدية إلى مناطق الشمال السوري، كاسرة قالب الزراعات المعتادة لدى المزارعين، في سبيل تحقيق مردود أعلى، وسط ظروف اقتصادية ومعيشية متردية.
ومن أحدث الزراعات التي برزت في الشمال الزعفران واليانسون وحبة البركة والميرمية وإكليل الجبل وغيرها من الزراعات الطبية العطرية.