خاص – سنا
أبو العبد، رجل في الستين من عمره، هُجر قسرياً من مدينة البوكمال في ريف دير الزور إلى مدينة الباب شرق حلب، ورغم الظروف الصعبة التي يواجهها كمهجر وذي مرض، تمكن من تحقيق نجاح ملحوظ في مجال تحميص الموالح على الفحم، مما جعله مثالاً يحتذى به في الإصرار والعزيمة.
عانى أبو العبد من مشاكل صحية عدة، إذ خضع لعدة عمليات في القلب وتركيب شبكات، لكن ذلك لم يمنعه من الوقوف طوال اليوم في شوارع مدينة الباب، لعرض منتجه الفريد، تحت حرارة الصيف وبرد الشتاء، يواصل العمل بجد لتلبية احتياجات زبائنه.
ابتكر أبو العبد طريقة مميزة لتحميص الموالح على الفحم، مما يمنحها طعماً لذيذاً وفريداً، حتى أصبحت هذه الطريقة علامةً مميزة له، حيث يحرص زبائنه على العودة للحصول على الموالح الساخنة ذات الطعم الرائع.
وفي حديثه لوكالة سنا اعتبر أبو العبد أن هذا العمل لا يقتصر فقط على تأمين لقمة العيش، بل هو شغف يمزج بين الحب والاحترافية.
ورغم النجاح الذي حققه، لا يزال أبو العبد يواجه العديد من التحديات، إذ يطمح لتأمين دخل ثابت من خلال الحصول على دعم من المنظمات الإنسانية لافتتاح محل أكبر يمكنه من توفير ظروف أفضل له ولعائلته.
وبحسب ما أخبرنا أبو العبد، فإنه يعيش مع أسرته في ظروف صعبة، وهو يسعى لتحسين مستوى حياتهم وتوفير حياة كريمة لهم.
ختاماً، تمثل تجربة أبو العبد نموذجاً ملهماً للإرادة والتحدي، من خلال عمله الدؤوب وعزيمته، التي تثبت أن الأمل والعمل الجاد يمكن أن يغيرا واقع الحياة حتى في أصعب الظروف.
كما أن تجربة أبو العبد ليست مجرد قصة نجاح فردية وبسيطة، بل هي رسالة بأن الإصرار على تحقيق الأحلام يمكن أن يؤدي إلى نتائج مبهرة، وأن الشعب السوري قادر على البناء والنهوض إذا ما أتيحت له الفرص.