تحاول بعض الدول العربية، في الفترة الأخيرة، إعادة العلاقات مع نظام الأسد بعد قطيعة دامت لسنوات طويلة، وإعادة سورية إلى جامعة الدول العربية، عبر لقاءات وزيارات وإعادة بعض السفارات
“وكالة سنا” تحدثت مع “السياسي زكريا ملاحفجي” عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية، الذي يرى أن نظام الأسد سلّم سورية ومقدراتها لإيران مقابل البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة.
وقد قدّم النظام لإيران مراكز حيوية عديدة، أبرزها، الميناء في الساحل، والفوسفات في الشرق، والمراكز التثقيفية والأوقاف، فضلاً عن التمدد والانتشار العسكري الإيراني الذي بات أقوى من النظام نفسه مع الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، وفقاً لمحدثنا.
ويضيف “ملاحفجي”: “تعمل إيران حالياً على تطوير الصناعات الحربية داخل سورية، عبر الهيمنة على مركز البحوث العلمية السوري، والذي تستخدمه لتطوير الأسلحة والصواريخ، ليسهل عليها تمرير السلاح إلى لبنان والعراق واليمن”.
ويشير “ملاحفجي” إلى إنفاق إيران حوالي 50 مليار دولار في سورية منذ بداية تدخلها، وقد رصدت ميزانية للحرس الثوري الإيراني حوالي 22 مليار دولار فقط لعام 2022، وبالنتيجة لن يتركها نظام الأسد، وهي لن تترك سورية التي قاتلت فيها عشر سنين من أجل البقاء وتحقيق مشاريعها وأهدافها.
في الجانب الآخر تُعد إيران عدواً أساسياً للدول العربية، ولها أطماعها التوسعية، وتهدف للسيطرة على عواصم بأكملها، وتقوم بتهديد أمن كثير من الدول، وبالتالي فإن فتح العلاقات وإبرام الاتفاقيات مع نظام الأسد لن يغير من الواقع، بل سيزيد الأمر تعقيداً.
ويؤكد “ملاحفجي”: “أن ضياع وخسارة سورية من أيدي الأشقاء العرب يخدم مصالح إيران ومشاريعها، وزيادة تجرئها على باقي الدول العربية”.
ويُشير بأن الاستهداف الذي طال دولة الإمارات اليوم، من قبل ميليشيا الحوثي في اليمن، والمدعوم إيرانياً باعتباره أحد أهم أذرعها في المنطقة العربية، يُعد دليلاً على أن فكرة التطبيع مع نظام الأسد لن يفكك علاقة النظام مع إيران.
ويعتبر أن مواقف المملكة العربية السعودية تؤكد جلياً الرؤية العميقة والإستراتيجية للمملكة في حقيقة الصراع على أرض سورية، ومدى التغلغل والعبث الإيراني الذي بات كالسرطان المنتشر في المنطقة العربية.
وحول الحل لإضعاف إيران في سورية، يراه “ملاحفجي”، بتحرير سورية من الاختطاف الإيراني عبر التعويل على السوريين ككل، والاستفادة من الملايين من اللاجئين والنازحين وحتى المكرهين في مناطق النظام، فهؤلاء تأذوا كثيراً ولديهم الرفض المطلق لأي وجود إيراني، والتمسك بالحل السياسي والتغيير الحقيقي في سورية رغم تعذره، الأمر الذي يحقق انكسار إيران في المنطقة وتوقف تمددها.
ويختتم “ملاحفجي”: “بأن الرهان على نظام الأسد أمر غير مجدٍ، كونه بات مرهوناً لإيران وأجيراً لديها بشكل مطلق، ولن يستطيع نزع الهيمنة الإيرانية عن البلاد، بالتالي لن يكسب الأشقاء العرب سورية من خلاله”.