عقد رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس مؤتمراً صحفياً عبر zoom -ظهر اليوم- عرض خلاله نتائج جولة جنيف الأخيرة التي التقى فيها عدداً من ممثلي الدول الأوروبية والعربية إلى جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وقال جاموس -وفق ما نقل مراسل وكالة سنا- إنه أكد خلال لقاءاته في جنيف، على أهمية تضافر الجهود لتفعيل العملية السياسية وتنفيذ القرار 2254، مؤكداً أن نظام الأسد يتجاهل القرارات الدولية ويرفض المضي في تنفيذها مدعوماً بالفيتو الروسي.
وأضاف أن روسيا تقف وراء المشكلة في العملية السياسية السورية بجنيف، كونها تتحكم أيضاً بالقرار في مجلس الأمن عبر استخدام الفيتو.
وأشار إلى أنه منذ توليه منصب رئيس هيئة التفاوض قبل أشهر، يسعى إلى ترتيب البيت الداخلي، وإعادة العلاقات بين الهيئة والدول العربية إلى جانب العلاقات الدولية، ولتنفيذ ذلك توجه إلى جنيف لغاية لفت النظر من جديد إلى الملف السوري بعد أن غطت الحرب الروسية الأوكرانية على الشأن السوري، لافتاً إلى أن هيئة التفاوض تبذل كل الجهود لتحقيق أهداف الشعب السوري.
ولفت إلى أن الملف السوري يعيش في مأزق ويجب على جميع العاملين في الشأن العام والإعلامي تحديداً تكثيف الجهود والتكاتف وعدم التراجع في نقل الواقع السوري إلى العالم.
والتقى جاموس في جنيف ممثلي 11 دولة، أبرزها: تركيا وأمريكا والسعودية ومصر والأردن.
وأشار إلى أن ممثلي الدول العربية الذين التقاهم، أكدوا له أن الحل في سورية يجب أن يتم وفق القرارات الدولية، كما لا يمكن القفز عليها، وبدوره شدد لهم على أن فتح مكاتب لبعض الدول عند نظام الأسد والسعي للتطبيع معه يعرقل العملية السياسية ولا يخدمها.
وطالب جاموس الدول الحاضرة بضرورة العمل على 7 نقاط، هي:
1-تركيز الجهود نحو عملية سياسية فاعلة، تؤدي للتفاوض بين الأطراف السورية، سعياً لتنفيذ القرار 2254.
2-استمرار الجهود الدولية بخصوص الدفع بشأن مسألة المعتقلين.
3-الثبات على المواقف الحالية من النظام، والاستمرار بعدم السماح بالتطبيع مع النظام وعدم رفع العقوبات عنه دون تحقيق فعلي بالعملية السياسية.
4-دعم عملية المساءلة والمحاسبة بخصوص جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سورية.
5-وضع آلية دولية للتأكيد على التوزيع العادل لمشاريع التعافي المبكر دون التمييز بين المحافظات السورية.
6-إنهاء سيطرة وهيمنة روسيا على قرار مجلس الأمن.
7-الرفع من سوية دعم هيئة التفاوض.
وفي معرض إجابته على أسئلة الصحفيين قال جاموس إن المعارضة السورية السياسية تواصلت مع موسكو منذ عام 2011، لكن الروس حسموا قرارهم بالوقوف مع النظام، على الرغم من أنهم ينادون بالتنفيذ الكامل للقرار 2254، إلا انهم لا يمارسون أي ضغط على نظام الأسد لتنفيذ القرار.
وأشار إلى أنه يجب أن يكون هناك قوة أكبر من روسيا تدعم تطبيق القرار 2254 من دون العودة إليها، أو الدخول في صراع عسكري معها وهذا أمر مستبعد تماماً.
وستقوم هيئة التفاوض في 18 أيلول الجاري بزيارة أمريكا لهدف حشد دولي وسياسي وإعلامي يدعم الثورة السورية ومطالبها.
وحول مقعد سورية في الجامعة العربية قال جاموس إن مشاركة المعارضة السورية في الجامعة العربية كبديل عن النظام، هو أمر مرتبط بقرار دولي، والواضح أن المجتمع الدولي لم يتعامل بالجدية الكافية مع قضية السوريين، وما زال يتهاون مع جرائم الأسد.
وأكد جاموس أن الهيئة لم تلمس من ممثلي المملكة السعودية إلا الثبات والصلابة على تحقيق مطالب الشعب السوري وتطبيق قرارات الأمم المتحدة.
وفي إطار حديثه عن الموقف التركي من الثورة السورية قال جاموس إن وزير الخارجية التركي أكد لهيئة التفاوض ثبات تركيا على موقفها الداعي لأن يكون الحل في سورية وفق القرارات الدولية، ونفى وجود مساعٍ تركية في طرق حل أخرى.
وانتقد جاموس ازدواجية المجتمع الدولي في التعامل مع القضايا حول العالم، فرغم كل الجرائم التي ارتكبها الأسد ضد الشعب السوري، لكن لم يكن هناك أي تحرك فاعل طوال السنوات السابقة لمحاسبة النظام، بينما تمّ التحرك العاجل لمساندة أوكرانيا بعد أيام فقط من الغزو الروسي لها.