نشرت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية، مقالًا تحدثت فيه أن الولايات المتحدة فقدت قيمتها الإستراتيجية في المشاركة في الصراع السوري منذ فترة طويلة، وقد حان وقت انسحابها من سورية، واستبدالها بالقوات التركية.
وذكر المجلة في المقال أن “أمريكا فقدت تأثيرها في الصراع بعد سيطرة قوات الأسد على مناطق واسعة من البلاد، وهزيمة تنظيم “داعش” في آذار 2019″.
وأضاف أن “الولايات المتحدة فقدت نفوذها لدعم حل دبلوماسي للصراع عندما أدى التدخل العسكري التركي في تشرين الثاني 2019، إلى انسحاب أمريكي من جميع الأراضي باستثناء منطقة محدودة من الأراضي التي تحتوي على حقول النفط في البلاد، والتي تشمل منطقة نفوذ “قسد”.
ويتعرض نحو 900 جندي أمريكي متبقين في سورية للخطر بشكل متزايد، لأنهم محاطون بفصائل معادية لهم تابعة لإيران، بالإضافة إلى القوات المدعومة من تركيا والتي تتبادل القصف المدفعي بشكل شبه يومي مع حلفاء واشنطن ميليشيا “قسد”.
وتطرق التقرير إلى تداعيات الانسحاب الأمريكي من الشمال السوري، والفراغ الذي سيتركه في محافظتي دير الزور والحسكة شمال شرقي سورية، إذ توقعت المجلة سيطرة إيران على دير الزور، وتركيا على الحسكة.
وتُعد تركيا بالنسبة لواشنطن الخيار الصعب لكن المنطقي لاستبدال القوات الأمريكية، إذ لدى أنقرة حوافز متعددة للسيطرة على المنطقة، أحدها تاريخي يعود لعام 1920 حينما كانت الحسكة ضمن الحدود التي سعى إليها البرلمان العثماني الأخير قبل حله.
بينما تُمثل سيطرة تركيا على شمال شرقي سورية بالنسبة لأمريكا، ضرورة في ضوء “التهديدات الأكبر”، مثل روسيا، حيث ستضر تلك السيطرة بأهم نقطة نفوذ لروسيا على أنقرة.
وذكر التقرير تقديم تركيا المساعدات الإنسانية على الأجزاء التي تسيطر عليها من سورية، بقيمة تزيد عن 7.6 مليار دولار، و”إعادة توطينها الناجحة” لبعض اللاجئين السوريين كدليل على التزام أنقرة بالاستقرار في المنطقة، وإن كان بشروطها.
وبالنسبة لقسد توقعت المجلة، أنه في حال انسحبت القوات الأمريكية من المنطقة، سوف تعقد صفقة مع نظام الأسد تنهي فيها استقلاليتها السياسية وتسمح بالمقابل لقواتها بالعودة كجنود في قوات الأسد.
وأنهى التقرير توقعاته بأن الانسحاب الأمريكي سوف يجعل تركيا في مواجهة مع روسيا، وهذا في صالح أمريكا شريكة تركيا في حلف الـ “ناتو”.
وسبق أن حذّر “نيد برايس” المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في لقاء صحفي أن “من شأن التصعيد التركي في شمال شرق سورية أن يعرض للخطر أرواح العسكريين الأمريكيين المنتشرين في المنطقة”.
يذكر أن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، أعلن أن بلاده ستبدأ باتخاذ خطوات تتعلق بالجزء المتبقي من الأعمال التي تهدف لإنشاء منطقة آمنة في عمق 30 كيلومتراً على طول الحدود مع سورية، ملوحاً بعملية عسكرية ضد “الميليشيات الإرهابية” وأنها ستكون في منطقتي تل رفعت ومنبج.