24.4 C
Damascus
الجمعة, مارس 29, 2024

تعرف على أبعاد التقارب السعودي التركي على الملف السوري

محمد الهادي – وكالة سنا (خاص)

أجرى ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” زيارة إلى تركيا (الأربعاء 22 حزيران) بعد قطيعة دامت عدة سنوات. والتقى بن سلمان بالرئيس “رجب طيب أردوغان” بهدف التطبيع الكامل للعلاقات التي تضررت بشدة بين البلدين بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018.

الانعكاس السياسي على الملف السوري:

يقول عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري “محمد يحيى مكتبي” في حديث خاص لوكالة سنا: “إن الأجواء الإيجابية في الحالة الإقليمية، وخاصة التقارب التركي السعودي ينعكس إيجابياً على الملف السوري لجهة حشد الجهود وتنسيق المواقف، دعماً للعملية السياسية التي ما زال يعرقلها نظام الأسد وحلفاؤه.

وأكد مكتبي على ضرورة “وجود هذا التفاهم الإقليمي بجناحيه التركي والعربي لينعكس على الجهود الدولية”، مشيراً إلى “أن الملف السوري أصبح ملفاً معقداً ومتداخلاً، لكن خطوات التقارب هذه ستزيد من فرصنا بالاتجاه الصحيح”.

أسباب التقارب وموعد قطف الثمار:

يذكر “عباس شريفة” الباحث في مؤسسة مشارق ومغارب أسباب التقارب التركي السعودي قائلاً: “المحرك الاقتصادي والمصالح الاقتصادية والتغيير الطارئ في العلاقات الدولية مع وصول الحزب الديمقراطي وإدارة بايدن إلى البيت الأبيض واتخاذها سياسات متشددة ضد تركيا والسعودية الروسية الأوكرانية هي الدوافع الاساسية لهذا التقارب”.

ورأى شريفة أنه “من المبكر الحكم على انعكاسات إيجابية على الملف السوري خصوصاً أن الخلاف الماضي انعكس بشكل سلبي جداً على الملف السوري”.

وأضاف: ” أعتقد أن الأمر يحتاج إلى وقت طويل حتى يكون بداية تعاون وإنضاج رؤية مشتركة حول الملف السوري”، مبيناً أن الملف السوري كان هامشياً في اللقاء الذي جرى.

تأثير التقارب على ملف ميليشيا قسد:

لوحت تركيا مؤخراً وفي مناسبات عديدة إلى أنها ستشن عمليات عسكرية ضد ميليشيا قسد في الشمال السوري، مستهدفة مدينتي تل رفعت ومنبج التابعتين لمحافظة حلب.

ويشار إلى أن المملكة العربية السعودية كانت تدين –أثناء خلافها مع تركيا- كل خطوة تركية داخل الأراضي السورية، التي سيطرت من خلالها على مساحات في الشمال السوري برفقة الجيش الوطني السوري.

وحول التعاطي المحتمل للسعودية في حال شنت تركيا عملية عسكرية، يقول الباحث شريفة: “هذا الملف ملف إشكالي ولا أعتقد أن السعودية في وارد استفزاز تركيا بدعم قسد أو بالوقوف ضد العملية العسكرية ولو سياسياً، وسيكون هناك حالة من الصمت أو عدم الاعتراض على الأقل.

وفي السياق، يرى مكتبي أن هذا الموضوع في هذا الجانب دقيق وحساس، لذلك لا يمكن التخمين بمدى انعكاس ذلك التقارب على العملية العسكرية المحتملة ضد ميليشيا قسد.

إيران هي المتضررة من التقارب:

تعد إيران وتركيا فاعلَين أساسيين في الملف السوري منذ سنوات، ومؤخراً، أشار موقع المونيتور في تقرير إلى أن تركيا وإيران تتجهان إلى “مواجهة” في سورية نتيجة معارضة الإيرانيين لشن تركيا عملية عسكرية ضد ميليشيا قسد”.

وبحسب التقرير فإن إيران تحاول ثني تركيا عن أي تدخُّل جديد في سورية، بينما تقوم باستعدادات عسكرية على الأرض لحماية مصالحها، وخصوصاً أن العملية التركية تستهدف مناطق قريبة من بلدتي “نبل والزهراء” وهذا ما تخشاه إيران.

في السياق، يوضح “مكتبي” لوكالة سنا أن أول المستائين من هذا التقارب السعودي التركي هي إيران ويعتقد أن هذا التقارب “سيلجم ويحد من المشروع التمددي التوسعي لإيران القائم على نشر الفتن وزعزعة أمن دول المنطقة والعبث باستقرارها”.

هل تؤثر ممارسات إيران “الممكنة” على التقارب؟ 

يؤكد شريفة أن إيران أكثر المتضررين من هذا التقارب، قائلاً: “أي تقارب هو بالضرورة لا يصب في مصالح إيران وستكون منزعجة وتحاول ممارسة الضغط على تركيا عبر الملف السوري وعبر حزب العمال الكردستاني في العراق وعبر ملف الطاقة باعتبارها تزود تركيا بالغاز الطبيعي.

وأضاف: ” أيضاً تضغط على السعودية عبر ميليشيات الحوثي وإثارة المشاكل الأمنية، لكن هذه المعارضة الإيرانية أو عدم الترحيب لن يكون مؤثراً في مسار تطوير العلاقات السعودية التركية.

إسهامات إنسانية إضافية متوقعة:

وجه “مكتبي” الشكر لكل من ساهم في تخفيف المعاناة الإنسانية على الشعب السوري وعلى رأس تلك الجهود التركية والخليجية.

وأضاف: “نتوقع زيادة الإسهام السعودي في هذا الدعم مجدداً عبر (مركز الملك سلمان) والذي كان له -وما يزال- أيادٍ بيضاء في العديد من المجالات الإنسانية”.

كما قال “شريفة”: “إنه من المحتمل أن يزيد الدعم ويصل عبر تركيا إلى المناطق المحررة وخصوصاً إذا ما فكرت روسيا بإغلاق معبر باب الهوى أمام المساعدات الإنسانية عن طريق استخدام فيتو في مجلس الأمن بشأن تمديد إدخال المساعدات عبر الحدود”، مشيراً إلى أن هذا يشكل فرصة مناسبة لتزيد السعودية دعمها للمحرر.

يذكر أن الرئيس التركي أردوغان زار السعودية في نيسان الفائت 2022، وقال خلال لقائه مع العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز ونجله بن سلمان: “إن تركيا ستحاول إطلاق حقبة جديدة وتعزيز كافة الروابط السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية” مع السعودية.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار