سجلت صيدليات دمشق وريفها خلال الأسبوع الماضي فقداناً لأصناف عديدة من الأصناف الدوائية، وارتفاعاً كبيراً في أسعار الزمر المتوفرة.
في الوقت الذي تفقد فيه الأدوية من الصيدليات، فإنها تنتشر بكثافة في السوق السوداء التي تصل الأسعار فيها لثلاثة أضعاف الأسعار المحددة، حيث باتت تنشط السوق الموازية منذ سنوات بتجارة الأدوية بسبب غياب الرقابة الرسمية، وفقاً لما قاله لـ “وكالة سنا” الصيدلي “ح – أ” صاحب صيدلية في مدينة صحنايا بريف دمشق، رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية.
وأكد الصيدلي أن أكثر الصيدليات تشتري الأدوية المطلوبة من السوق السوداء، مُشيراً أن المعامل ومستودعات الأدوية تُفضل بيعها لتجار السوق السوداء تهرباً من الفواتير، وطمعاً بأرباح أكبر.
رغم ضرورة الأدوية للمرضى لا سيّما المصابين بأمراض مزمنة، كالقلب والكلى، إلا أن تكلفتها في سورية أصبحت باهظةً جداً، ويعجز الكثيرون عن شرائها، وأغلبهم يلجؤون إلى ذويهم اللاجئين خارج سورية لمساعدتهم في شرائها، وفقاً للصيدلي.
وقد توقفت شركات الأدوية عن إنتاج أصناف عديدة، مُقتصرةً إنتاجها على المسكنات وخافضات الحرارة من النخب البسيطة، بسبب نقص المواد الأولية وصعوبة استيرادها واستحالة تأمين القطع الأجنبي بسبب الإجراءات المعقدة للبنك المركزي، بحسب ما قال لـ “وكالة سنا” أحد العاملين في مستودع للأدوية بمنطقة باب مصلى وسط دمشق.
وأضاف محدثنا أن أبرز الأدوية المفقودة هي مسكنات الأطفال وأدوية أمراض القلب والضغط والشقيقة والسكري والربو والغدد.
وكان نظام الأسد قد رفع منتصف شهر آب العام الجاري، أسعار 11819 زمرة دوائية بنسبة وصلت إلى 40%، وما زالت حكومة الأسد غائبة عن أية إجراءات وقائية تُجنب الأسواق انقطاعات جديدة أو ارتفاعاً بالأسعار.
يُذكر أن شركات أدوية عديدة في دمشق وريفها كانت قد دقت ناقوس الخطر في القطاع الصحي مُؤخراً جراء فقدان أنواع وأصناف عديدة من الزمر الدوائية، مُحذرةً من ارتفاع الأسعار بسبب تضاعف تكاليف الإنتاج.