16.3 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

دمشق.. تكلفة الحصول على جواز سفر تتطلب صيام 4 شهور

يُحاول الشاب “باسل” المقيم في مدينة دمشق استخراج جواز سفر كخطوة أولى تخوله لمغادرة سورية والهروب من الأعباء اللامتناهية التي فرضها نظام الأسد على الشعب السوري منذ آذار 2011 وما قبل.

يبلغ “باسل” من العمر 22 عاماً، وحيداً لأسرته، يعمل 12 ساعة يومياً في ورشة حدادة بريف دمشق، يبلغ راتبه الأسبوعي نحو 25 ألف ليرة سورية فقط، أي 100 ألف ليرة شهرياً، بحسب ما قال لـ “وكالة سنا”.

ويُضيف محدثنا الشاب أنه حاول في بداية الأمر التسجيل على استخراج جواز السفر بشكل روتيني بتكلفة لا تتجاوز 12170 ليرة، لكن لم ينجح بذلك جراء انتشار المحسوبيات وتنامي ظاهرة الرشا التي لا يستطيع مجاراتها بسبب ضعف المورد، ثم سجل عبر المنصة الإلكترونية، لكنه سرعان ما تعرّض للخذلان، حيث أُتيح له دور بعد 4 سنوات، فكانت محاولته الأخيرة استدانة مبلغ 100 ألف ليرة لاستخراج جواز السفر بشكل مستعجل، إلا أنه تعرض للصدمة بسبب القرار الأخير.

منذ أيام رفعت وزارة الداخلية في نظام الأسد تكلفة استخراج جواز السفر بشكل مستعجل من 102 ألف ليرة إلى 300 ألف ليرة سورية، على أن يتم استلام جواز السفر في يوم واحد دون الانتظار على المنصة الإلكترونية.

وبحسب القرارات الرسمية الأخيرة، باتت تكلفة استخراج جواز سفر من قبل السوريين في داخل سورية بعد تسجيل دور على المنصة الإلكترونية بنحو 50 ألف ليرة سورية.

يقول “باسل” إنه من المحال الحصول على جواز السفر عبر المنصة الإلكترونية، كما أنّ الإنسان المُنتج نسبياً، إن كان موظفاً في القطاع العام أو عاملاً في القطاع الخاص، بات بحاجة للتخلي عن 4 رواتب شهرية لقاء الحصول على الجواز، ما يعني صيام لـ 4 شهور وأكثر لتوفير تكلفة استخراج جواز سفر بشكل عاجل.

وتبلغ تكلفة استخراج جواز السفر في السفارات السورية حول العالم نحو 300 دولار وفق نظام الدور الروتيني، و800 دولار أمريكي لجواز السفر المستعجل.

في سياق متصل، أكدت لـ “وكالة سنا” مصادر محلية عديدة من داخل مدينة دمشق، امتعاض سماسرة الجوازات من قرار تفعيل الحصول على جواز سفر خلال يوم واحد.

وكان سماسرة جواز السفر يجنون أرباحاً هائلة، حيث كانت التسعيرة لديهم بين 500 و2000 دولار أمريكي، لقاء حجز دور قريب.

ومنذ سنوات يحتل جواز السفر السوري المرتبة الثالثة بين أسوأ عشرة جوازات في العالم، وفق مؤشر “هينلي”، إذ لا يتمكن حاليه إلّا بدخول 29 دولة دون الحاجة لتأشيرة دخول.

وبالعودة إلى “باسل”، إذ أرجع أسباب مغادرته سورية إلى انعدام الأمن، وسوء الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار، بالإضافة لتدني الرواتب التي لا تتناسب إطلاقاً مع المصاريف وتكاليف تأمين الحد الأدنى من أساسيات المعيشة، وطموحه بالحياة في مكان يحفظ كرامة الإنسان، ويتمكن فيه من مساعدة أسرته وأقربائه العالقين داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار