8.4 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

مجزرة الباب.. تفاصيل الحادثة وردود قوى الثورة

محمد الهادي | وكالة سنا

 

عاشت مدينة الباب يوم أمس (الجمعة 19 آب) يومياً دامياً بعد أن تعرضت لقصف أدى إلى مجزرة مروعة بحق المدنيين، بعد استهداف مراكز تجمع للمدنيين في المدنية بعدد من القذائف.

إحصاءات وتفاصيل المجزرة:

يقول مراسل وكالة سنا إن القصف استهدف سوق الخميس الشعبي ومدرسة ومنازل المدنيين في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، ما أدى لمقتل 17 مدنياً (بينهم 5 أطفال) وجرح أكثر من 30 آخرين (بينهم 11 طفلاً)، مع إمكانية ازدياد عدد القتلى بسبب خطورة بعض الإصابات.

وأما مصدر القصف فرجّح ناشطون أن يكون من قبل نظام الأسد، إذ خرجت القذائف من نقطة “رادار الشعالة” التي تتمركز فيها قوات الأسد وميليشيات إيرانية، وتقع النقطة ضمن مناطق سيطرة مشتركة بين ميليشيا قسد وقوات الأسد.

كما حمّل ناشطون آخرون مسؤولية المجزرة لكلٍّ من ميليشيا قسد ونظام الأسد لسيطرتهما على المنطقة التي خرجت منها القذائف، في حين نفى مسؤولون في ميليشيا قسد مسؤوليتها عن المجزرة، ولم يعلّق نظام الأسد بشأنها.

رسائل سياسية:

قال الباحث السوري عباس شريفة في حديث خاص لــ وكالة سنا إن القصف الذي استهدف مدينة الباب هو رسالة واضحة من قبل غرفة العمليات المشتركة التي تجمع (نظام الأسد-ميليشيا قسد-إيران) وذلك رداً على قصف تركي سابق استهدف موقعاً لنظام الأسد وأوقع عدة قتلى لهم.

وأضاف شريفة أن نظام الأسد بسبب جبنه وعدم قدرته على الرد المباشر على القوات التركية، اختار أن يكون الرد عن طريق دماء المدنيين الأبرياء.

وأشار الباحث السوري إلى وجود صلة بين القصف على مدينة الباب وبين المبادرات التركية الأخيرة التي تدعو إلى المصالحة مع نظام الأسد ورفع مستوى المحادثات بينهما، إلا أن النظام من خلال هذا القصف أثبت أنه غير قابل للتحاور مع أنقرة، فضلاً عن المصالحة معها.

 

البيانات والردود حول المجزرة:

عقب المجزرة أصدرت كيانات تابعة للثورة بيانات صحفية حول المجزرة لإدانتها والمطالبة بالمحاسبة، حيث نُشرت بيانات من قبل الائتلاف الوطني السوري، وهيئة التفاوض السورية، والحكومة السورية المؤقتة، وفريق منسقو استجابة سورية، والمجلس الإسلامي السوري، والجيش الوطني، ورابطة المستقلين الكرد السوريين، وكيانات محلية عديدة.

وجاء في بيان الائتلاف الوطني: “يطالب الائتلاف الوطني بالتحرك الدولي الفوري وإدانة هذه الجريمة التي استهدفت سوقاً شعبياً في مدينة الباب ومحاسبة مرتكبيها الذين باتوا يمتلكون سجلاً مليئاً بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، كما يطالب بتأمين حماية دولية للمناطق المحررة من سورية تفادياً لتعميق المأساة الإنسانية التي تحل بالشعب السوري وحفاظاً على أرواح ملايين النازحين”.

وذكرت الحكومة المؤقتة في بيانها: “تؤكد هذه الجريمة مجدداً أن الشعب السوري لن يحظى بالأمان والاستقرار إلا بتطهير سورية من المليشيات الإرهابية وداعميها، وأن على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه هذه الجرائم التي ترتكبها تنظيمات PKK/PYD الإرهابية والنظام ضد المدنيين العزل، والتوقف عن دعمها”.

وقال بدر جاموس رئيس هيئة التفاوض عبر تويتر: “هذه المجزرة تأكيد جديد على أنه لا يمكن الوثوق بنظام الأسد ووعوده الزائفة للعالم بأنه راعي سلام ومحارب للإرهاب. أي حلّ خارج إطار القرار (2254) ومطالب السوريين هو ضوء أخضر جديد للأسد للاستمرار بإرهابه العلني”.

ونشر فريق منسقو استجابة سورية بياناً قال فيه: “يطالب منسقو استجابة سوريا بتشكيل لجنة تحقيق دولية فيما ترتكبه أطراف الصراع (النظام السوري، روسيا، إيران، قوات سوريا الديمقراطية ،…) من جرائم بحق المدنيين الأبرياء، وندين صمت المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، التي تقف متفرجة إزاء ما تقترفه تلك الأطراف بحق السوريين، ونؤكد بأن هذه الجرائم بحق المدنيين الأبرياء لن تسقط بالتقادم وسينال مرتكبيها جزائهم العادل”.

وذكر المجلس الإسلامي السوري في بيانه: ” إنّ من يروج لإعادة اللاجئين بحجة أمان المناطق المحررة واهم، فهذه المناطق ليست آمنة، وإن الصور البشعة لجريمة اليوم أكبر دليل وشاهد على ذلك”.

كما ناشدت رابطة المستقلين الكرد السوريين خلال تصريحها المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري والتحرك فوراً ومحاسبة مرتكبي هذه المجزرة ضد أبناء الشعب السوري في مدينة الباب.

وقال الجيش الوطني في بيانه:”نعاهد أبناء شعبنا أن ننتقم لشهدائنا الأبرياء ولن يزيدنا إجرام هذه العصابة إلا إصراراً على مواصلة طريق التحرير حتى تطهير البلاد من إجرامه ورجس ميليشياته”.

ردود عسكرية على المجزرة:

وعقب توعُّد الجيش الوطني بالرد على المجزرة، أعلنت المعرفات الرسمية عن استهدافات عديدة لمواقع مشتركة بين ميليشيا قسد وقوات الأسد على جبهات ريفي حلب الشمالي والشرقي، حيث أعلنت عن استهداف تلك المواقع بالمدفعية وصواريخ “غراد” وصواريخ “كاتيوشا”، في حين ذكرت أنها استهدفت مواقع (مطار منّغ-كتيبة تل عجار-مطار كويرس) إضافة إلى مواقع لم تسمِّها، مشيرة إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم.

وفي السياق قصفت غرفة عمليات الفتح المبين مواقع لقوات الأسد على جبهات ريف حلب الغربي، دون ورود معلومات عن حجم خسائر نظام الأسد.

وجاء الرد بعد مطالبات شعبية واسعة بالرد على نظام الأسد حتى يتم ردعه لمنع تكرار مجزرة الباب في مناطق أخرى.

وتعدُّ مدينة الباب من أكبر مدن ريف حلب الشرقي، وباتت ملاذاً أخيراً لعدد كبير من المهجرين من مختلف المناطق السورية، لا سيما بعد موجات التهجير التي سببتها هجمات قوات الأسد وروسيا عامي 2018 و2019، وتتعرض مدينة الباب بشكل مستمر للقصف والهجمات بعبوات ناسفة أو سيارات مفخخة.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار