17.4 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

مخيمات شمال غرب سورية.. فجوة كبيرة بين الاحتياج والتمويل، والمعاناة في ازدياد مع قرب فصل الشتاء

خاص | وكالة سنا

في كل عام وقبيل فصل الشتاء، تزداد احتياجات قاطني المخيمات في شمال غربي سورية، كما ساهم غياب المساعدات الإنسانية لأكثر من ستة أشهر بزيادة معاناتهم لهذا العام، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية، نتيجة الغلاء الكبير في الأسعار وانتشار البطالة وقلة فرص العمل.

ويعيش في مخيمات شمال غربي سورية، نحو 2 مليون نسمة في 1400 مخيم، يفتقدون لأغلب أنواع المساعدات الإنسانية، التي تخضع للابتزاز روسيا ونظام الأسد بشكل مستمر، في ظل عدم وجود آليات مستدامة تسد الاحتياج الإنساني في المنطقة.

فجوة بين الاحتياج والتمويل

وقال مدير برنامج الصحة في منظمة أطباء عبر القارات الدكتور رامي كلزي في تصريح خاص لوكالة سنا، إن هناك فجزة كبيرة بين الاحتياجات والتمويل، وهي في ازدياد، وكذلك لم يفِ المانحون بكافة التزاماتهم، إضافة إلى احجام كثير من المانحين عن تقديم المساعدات لسورية، بسبب طول الأزمة ومشاركتهم بالاستجابة لأزمات أخرى في العالم.

ويعتبر كلزي أن الوضع الإنساني غير مبشر في الشمال السوري، والمؤشرات الاقتصادية من سيئ لأسوأ، و90 بالمئة من الناس يعيشون تحت خط الجوع، فهذه النسب مرعبة على حد وصفه.

وأضاف كلزي، أنه مع كل فصل شتاء نحن أمام نفس مشكلة مكررة في كل عام، فاحتياجات التدفئة كبيرة، وكذلك غرق الخيام بسبب العواصف المطرية والهوائية، أو نتيجة السيول والفيضانات.

وأشار إلى وجود مشكلة الأراضي التي تم بناء الخيم عليها، فهي بالأساس أراضٍ زراعية وصبر ملاكها فترة طويلة، وكل فترة نسمع مالك أرض مقام عليها أحد المخيمات، يطالب بإخلاء العوائل لأرضه لأنه يحتاجها بغرض الزراعة، وهنا ندخل بإشكالية “hlp” ملكية الأراضي والعقارات وعلاقة ذلك بالمخيمات، وهي مشكلة شائكة، ففصل الشتاء دائماً ما يسبب مأساة لقاطني المخيمات منذ 10 سنوات وإلى الآن.

المعابر الإنسانية

وفيما يخص ملف المعابر الانسانية في الشمال السوري، قال الدكتور رامي كلزي، إن الشمال السوري دائماً في حالة ترقب، هل سيتم تمديد إدخال المساعدات الإنسانية من معبر باب الهوى من قبل الأمم المتحدة أم لا، سواء باستمرار آلية إدخال المساعدات عبر الحدود، وفي حال تم إلغاؤها هل هناك آليات بديلة؟

ولفت كلزي إلى أن هذه الدوامة فيما يخص المعابر الإنسانية تجعل المشاريع في الشمال السوري قصيرة المدة، وتجعل المانحين مترددين في المشاركة في الملف السوري، خاصة وكالات الأمم المتحدة التي كانت تحمل عبئاً كبيراً من المساعدات الإنسانية، إلا أنها انخفضت بنسبة 60 بالمئة في السنوات الخمس الأخيرة.

ووفق كلزي فإن القطاع الصحي في الشمال السوري يعاني من صعوبات أبرزها، قلة المستهلكات الطبية، والأجهزة الطبية النوعية سواء التشخيصية أو العلاجية، إضافة لقلة الكفاءات العلمية لتعليم أو تخريج دفعات مؤهلة من مختلف التخصصات الطبية كأطباء أو ممرضين، فهناك تخصصات إلى الآن مفقودة أو نادرة، كتخصصات الأورام والجراحة القلبية، جراحة الأطفال، الداخلية العصبية للأطفال، وأمراض الكلية.

أبرز الاحتياجات

يشتكي أغلب مدراء المخيمات من قلة وغياب المساعدات الإنسانية قبيل فصل الشتاء، ودائماً ما يوجهون نداءات استغاثة لوضع خطط استجابة استباقية، للوقاية من عدم حدوث كوارث إنسانية كما في فصول الشتاء السابقة.

وبحسب ما أفاد عمار جمعة، أحد مدراء المخيمات في منطقة تل الكرامة، فإن أوضاع قاطني المخيمات سيئة، بسبب قلة فرص العمل، وغياب المساعدات الإنسانية منذ أكثر من ستة أشهر، وهمهم الوحيد حالياً هو البحث عن مورد مالي لشراء مواد التدفئة لفصل الشتاء.

وأجمل الدكتور مأمون سيد عيسى، وهو مسؤول العلاقات في منظمة عطاء الإنسانية أبرز الاحتياجات الإنسانية في فصل الشتاء، بضرورة تأمين مواد التدفئة واستبدال الخيم المهترئة وتأمين العوازل لمنع تسرب المياه إلى داخلها، وتوفير الأغطية اللازمة، كذلك استبدال المدافئ البالية.

إضافة لتجهيز الطرقات إلى المخيمات قبل بدء هطول المطر الذي يؤدي لتضرر المخيمات، وتأمين قسائم شرائية للمحتاجين، لشراء احتياجاتهم من المحال التجارية، بسبب توقف المساعدات العينية الغذائية لفترة طويلة.

ارتفاع أسعار مواد التدفئة

ارتفعت نسبة العائلات التي تعتمد على المساعدات الإنسانية إلى 84% مع مخاوف من زيادة النسبة الحالية بالتزامن اقتراب فصل الشتاء، وعدم قدرة المدنيين على تأمين العمل مقارنة بفصل الصيف، كما ازدادت نسبة الاحتياجات الإنسانية في مختلف القطاعات بمقدار 18.9 % عن الشهر السابق، قوبلت أيضاً بنقص الاستجابة الإنسانية بنسبة 13.8 %، وفق تقرير أعده فريق “منسقو استجابة سوريا” في 3 تشرين الثاني الحالي.

وذكر الفريق أن أكثر من 94 % من العائلات غير قادرة على تأمين مواد التدفئة للشتاء القادم، وأن الحاجة ملحة لتنفيذ مشاريع خاصة لتقديم مواد التدفئة للنازحين القاطنين في المخيمات.

وبيّن أن 79% من النازحين لم تحصل على إمدادات التدفئة، وتحديداً ضمن المخيمات، وخلال الشتاء الماضي كما سببت العواصف المطرية والهطولات الثلجية أضراراً ضمن 160 مخيماً، أدت إلى تضرر أكثر من 80 ألف مدني، كما تسببت بتهدم 300 خيمة، وتضرر 450 خيمة أخرى.

وأضاف الفريق الإنساني أن أسعار مواد التدفئة قد ارتفعت بنسبة 120 % مقارنة بالعام الماضي، علماً بأن 83 % من العائلات لا يتجاوز مصدر الدخل لديها 50 دولاراً أمريكياً شهرياً، وبالتالي فإن الحصول على مواد التدفئة أمراً صعب المنال.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار