شكّل وجهاء مدينة جاسم مجلساً عشائرياً يضم قوة تنفيذية من أبناء المدينة، بحضور قيادات من “اللواء الثامن واللجنة المركزية واللجنة الشرعية”.
بحسب مصادر محلية فقد نجم الاجتماع عن تشكيل مجلس إداري يضم 39 عشيرة بقوة تنفيذية قوامها 100 مقاتل من كل عشائر مدينة جاسم شمالي درعا.
ويقع على عاتق المجلس إنهاء كافة المظاهر المسلّحة في المدينة والعمل على حل كافة الخلافات العشائرية العالقة من خلال لجنة التحكيم في حوران “اللجنة الشرعية” التي اتخذت من المركز الثقافي في جاسم مقرّاً لها منذ الخميس الماضي وحددت فترة بقائها في المركز مدّة ثلاثة أشهر.
ودعت اللجنة الشرعية عشائر المدينة ومن له مظلمة التوجّه إلى مقر المركز الثقافي وتقديم ذلك بشكل رسمي سعياً لحل كل المظالم الشخصية.
وتنوب القوة التنفيذية المشكّلة من أبناء مدينة جاسم عن “اللواء الثامن واللجنة المركزية” في حل القضايا العالقة في المدينة، والخضوع لقرارات اللجنة الشرعية التي أخذت على عاتقها السعي في حل الخلافات.
وكان “اللواء الثامن” إلى جانب “اللجنة المركزية” ووجهاء من حوران اجتمعوا أول أمس مع وجهاء وأهالي مدينة جاسم، وصدر عن الاجتماع عدة قرارات أبرزها إنهاء كافة المظاهر المسلّحة في المدينة ومنع حمل السلاح ومنع إطلاق النار في أي مناسبة كانت، ووضع غرامة مالية وسجن مدة 6 أشهر لمن يخالف تلك القرارات.
كذلك توصّل المجتمعون إلى قرار بملاحقة ومحاسبة متورطين بإشعال الاقتتال الأخير وعدم خضوعهم إلى قرارات وجهاء حوران في المبادرة الأخيرة للحل في مدينة جاسم، وعرف من بين تلك الشخصيات المتورطة كل من وائل خليل الجلم “الغبيني” وجهاد الجلم “الأسعد” بتنفيذهم عملية اغتيال بحق القيادي عبدالله الحلقي “أبو عاصم” في السابع من تموز الجاري.
وما زالت مجموعات من “اللواء الثامن” و”اللجنة المركزية” في الريف الغربي تنتشر في جاسم كقوات فصل بيم مجموعتين متحاربتين في المدينة تعرف باسم “مجموعات آل الجلم” و”مجموعات آل الحلقي”.
وتشهد المدينة هدوءاً حذراً خلال الـ48 ساعة الماضية، تزامناً مع حظر للتجوال خلال فترة المسار فرضته قوات الفصل في المدينة.
واندلعت اشتباكات منذ ما يقارب عشرة أيام بين فصيلين محليين في مدينة جاسم إثر اغتيال قيادي لفصيل محلي يلقب بـ”أبو عاصم الحلقي”، واتهام قيادي اسمه وائل الجلم باغتياله.
بعد مواجهات مسلحة خلّفت قتلى وجرحى وألحقت أضراراً بممتلكات السكان، صدر في 18 من تموز الحالي، بيانان عن آل الجلم وآل الحلقي.
وأدان آل الجلم الاقتتال المسلح وتبرأ من المتسببين بالاقتتال، في حين أكد بيان آل الحلقي على موافقتهم لوقف إطلاق النار، وحصر البيان العداء مع من أسماهم “المجرمين المتهمين بقضية مقتل الشيخ أبو عاصم الحلقي”.
ودخلت في اليوم نفسه قوات فصل من “اللواء الثامن واللجنة المركزية” وثبتت نقاط فصل بين الفصلين المتنازعين منذ عشرة أيام، وعلى إثر ذلك توقفت المواجهات المسلحة.
لا تغيب عن محافظة درعا مشاهد المواجهات المسلحة بين الفصائل المحلية التي تطورت بعد سيطرة نظام الأسد على الجنوب السوري في تموز 2018 في ظل غياب للجهات الأمنية الفاعلة أو الرادعة.
وأبرز تلك المواجهات ما حدث في مدينة طفس خلال العامين الماضيين من مواجهات بين آل الزعبي وآل كيوان قُتل فيها أكثر من 15 شخصًا من المدنيين