15.4 C
Damascus
الأحد, أكتوبر 20, 2024

بعد محاولة اغتيال لتاجر مخدرات، قوات الأسد تحاصر زاكية بريف دمشق وتطرد الفلاحين من أراضيهم

خاص – وكالة سنا

شهدت بلدة زاكية بريف دمشق الغربي توتراً أمنياً كبيراً، إثر محاولة اغتيال مساء أمس السبت استهدفت، قائد مجموعة في “الفرقة الرابعة” المعروف بتورطه في تهريب المخدرات.

وفق مصدر خاص لوكالة سنا، فإن الأحداث التي شهدتها بلدة زاكية بسبب محاولة “مجهولين” اغتيال تاجر المخدرات “حسن غدير” الذي يعرف عنه علاقته بالفرقة الرابعة.

المصدر قال إن غدير أُصيب بجروح خطيرة في خاصرته وذراعه وتم نقله إلى مستشفى الأماني في الكسوة لتلقي العلاج.

وأضاف المصدر، أن غدير ينشط في تجارة المخدرات التي ينقلها من القلمون إلى منطقة زاكية ومن ثم ينقلها بالتعاون مع “الفرقة الرابعة” وميليشيا “حزب الله” باتجاه درعا والقنيطرة، ليتم نقلها إلى الأردن.

يشار إلى أن حسن غدير مشتبه به بحادثة الاغتيال التي حدثت قبل مدة لشابين من المدينة وتسليمه بنفس اليوم لشابين من المدينة لدورية أمنية، عدا عن ارتباطه بخلية الاغتيالات الموجودة في المدينة.

رداً على الحادثة، استنفرت الحواجز العسكرية التابعة للنظام، وأغلقت مداخل ومخارج البلدة مع إرسال تعزيزات عسكرية إضافية من “الفرقة الرابعة” و”الفرقة السابعة” منعوا الدخول والخروج من البلدةـ إضافة لمنع الفلاحين الوصول الى أراضيهم الزراعية في المنطقة الفاصلة بين زاكية وخان الشيح، وسط استنفار عسكري كبير على أطراف البلدة.

تعزيز النفوذ والردع

الباحث أنس الخطيب قال لوكالة سنا، إن مناطق ريف دمشق الغربي دخلت بتسويات شبيهة بتسويات الجنوب السوري في 2018، لكن بقي تركيز النظام على تلك المناطق أكبر بفعل قربها من العاصمة التي يحرص على الاستقرار فيها، كذلك عمل النظام وخاصة “الفرقة الرابعة” والميليشيات الإيرانية على إيجاد موطئ قدم لهم في المنطقة رغبة منهم بتفكيك بنيتها وضرب الاستقرار المجتمعي فيها ولتأمين خطوط نقل المخدرات من لبنان ومناطق إنتاج الكبتاغون في حمص والقلمون إلى الجنوب السوري ومنه إلى الأردن ودول الخليج العربي.

وأشار الخطيب إلى أنه بعد طوفان الأقصى وانتقال المعركة التدريجي إلى لبنان وما يبدو أنها بوادر تصعيد إسرائيلي نحو الجنوب السوري ومواقع الميليشيات الإيرانية فيها، ازداد اهتمام النظام بمناطق ريف دمشق الغربي التي بقي فيها بؤر ثورية، حيث تطمح تلك الميليشيات لتأمين ظهرها تحسباً لأي مواجهة قادمة مع القوات الإسرائيلية التي تقصف من الجو، وبدأت بالتقدم على الحدود بشكل بطيء في مرحلة أولى تستهدف إقامة قواعد للانطلاق أكثر نحو مناطق في ريف دمشق وخاصة مناطق جبل الشيخ، وإلى الشمال باتجاه الحدود مع لبنان وإلى عمق الجنوب السوري كما تلوح بعض القيادات الإسرائيلية، وهو ما يفسر الاستفزازات التي يقوم النظام في مناطق الجنوب الثائرة، على حد قوله.

وتابع محدثنا، “مع الضربات التي تلقتها ميليشيا حزب الله في لبنان وخروج معامل “الكبنتاغون” عن الخدمة في البقاع وغيرها من المناطق ومع تزايد حاجة الميليشيا لموارد مالية تغطي نفقاتها المتزايدة بفعل الحرب وكانت عمليات إنتاج وتهريب المخدرات تغطي جزء مهم من موارد الحزب الأمر الذي يضطر الحزب لإيجاد بدائل، وفعلياً بدأ بنقل المصانع إلى سورية ومن الطبيعي أن يعمل على تأمين خطوط التهريب وتأمين بدائل عنها بعد تضررها بفعل الضربات الإسرائيلية.

وأضاف الخطيب، أن تعزيز النظام لنفوذه في المناطق الواقعة على تلك الطرق ومنها زاكية دفعه للتعامل مع شخصيات شبيهة بحسن غدير، حيث كان يعمل “حسن غدير” على نقل المخدرات من القلمون إلى الجنوب السوري مروراً بريف دمشق الجنوبي الغربي، وتقوم مجموعاته بعمليات اغتيال للنشطاء والثوار في البلدة، ودفعت محاولة اغتياله أمس إلى استنفار قوات نظام الأسد وخاصة “الفرقة الرابعة” التي تنشط بتهريب وتجارة المخدرات وهو قائد مجموعة تتبع للفرقة.

يعتقد الخطيب أن مصير المنطقة مرتبط الآن بنتائج الحرب القائمة في لبنان والمتوقع انتقالها إلى الجنوب السوري، لكن قد يذهب النظام إلى التصعيد العسكري في البلدة لتثبيت حالة من الردع إذا وجد تكلفة مثل هذا التصعيد لن تكون عالية عليه، خاصة أن مدن وبلدات القنيطرة ودرعا لن تقف فيها المجموعات المحلية متفرجة حيال أي تصعيد من النظام فهي حريصة على ألا يستفرد النظام بأي منها، وهو عادة ما يدفع النظام لخيار التفاوض والذهاب تسويات جديدة، وفق ما قال لوكالة سنا.

يذكر أن حواجز “الفرقة الرابعة” في محيط المدينة تمتهن السرقة والسلب وفرض الأتاوى بالقوة، وما حدث بالأمس مبرر لعناصر “الفرقة الرابعة” لطرد المزارعين من أراضيهم ومنعهم من الوصول إليها وسرقة ممتلكاتهم من قبل عناصر المليشيات، وفق مصادر محلية.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار