شهدت سورية مؤخراً تصعيداً مركزاً بالقصف الجوي الإسرائيلي على مواقع ميليشيا الميليشيات التابعة لإيران، فلا يكاد يمر يوم إلى وتستهدف إسرائيل مواقع عسكرية ومقار تعود للفرقة الرابعة التباعة لقوات الأسد وميليشيات إيران.
التصعيد يتزامن مع تحركات إسرائيلية على الحدود مع السورية في جنوب البلاد، وسط تكهنات بقيام إسرائيل بتركيز عمليات على الجبهة السورية في المستقبل.
بدأت إسرائيل مشروع بناء على طول ما يسمى بـ”خط ألفا” الذي يفصل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل عن سورية، وتضع الأسفلت لمد طريق على طول الحدود مباشرة، حسبما أظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة أسوشيتد برس.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة لوكالة أسوشيتد برس أن القوات الإسرائيلية دخلت المنطقة منزوعة السلاح أثناء العمل، في انتهاك لقواعد وقف إطلاق النار التي تحكم المنطقة.
ويأتي هذا العمل، الذي أظهرت صور أقمار صناعية سابقة أنه بدأ بجدية في أواخر أيلول، بعد إكمال الجيش الإسرائيلي بناء طرق جديدة وما يبدو أنها منطقة عازلة على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل.
كما بدأ الجيش الإسرائيلي في هدم قرى في لبنان، حيث تعرضت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لإطلاق النار.
وحتى الآن، لم تحدث أعمال عنف كبيرة على طول “خط ألفا”، الذي يحدد المنطقة منزوعة السلاح بين سورية والأراضي التي تحتلها إسرائيل والتي تقوم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بتسيير دوريات فيها منذ عام 1974.
إسرائيل تنسق مع الأسد في الجنوب
المحلل السياسي الدكتور باسل معراوي قال لوكالة سنا، إن التحركات الإسرائيلية في الجنوب تستند إلى صور جوية، وهي تشير إلى دخول الجيش الاسرائيلي دخل الى كامل المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان .
وأضاف معراوي، إن هناك أنباءً تقول، إن بشار الاسد أصدر توجيهاً للقوى العسكرية التابعة لجيشه بالتراجع الى الخلف 15 ل20 كم وذلك لفسح المجال لتقدم الجيش الاسرائيلي واحتلال أجزاء من الجولان السوري ومن جبل الشيخ تحديداً للإشراف على الجنوب اللبناني والتمركز في المواقع الجديدة لوقف تهريب السلاح للحزب.
وأشار معراوي إلى أن عمليات إسرائيل ركزت على تدمير المعابر النظامي وغير النظامية التي تربط سورية بلبنان ويستخدمها الحزب لإمداده بالسلاح، كما أن أي بناء إسرائيلي في خط الفا هو لتغيير الواقع على الارض، بحيث يكون الخط الجديد قاعدة استناد للقوات الاسرائيلية المتقدمة.
تحركات إيرانية روسية في الجنوب
شهدت منطقة القنيطرة تحركات عسكرية للميليشيات الإيرانية والتي تتزامن مع التصعيد مع إسرائيل في لبنان وسورية، واعتبر معراوي أن التحركات الايرانية تهدف الى تحصين مواقع الميليشيات التابعة لها فيها وتأمين مخازن سلاح ومستودعات لوجستية وأنفاق، وهي استراتيجية ايرانية قديمة عاد الاهتمام لها بعد خسارة وشيكة لأذرعها في جبهات غزة ولبنان، لتبقى الجبهة في القنيطرة هي الجبهة الوحيدة مع إسرائيل، على أمل إبقاء تلك الورقة بيد طهران للتفاوض بشانها.
أما التحركات الروسية فيرى معراوي أنها محاولة روسيا القول أنها موجودة للعودة للعب الدور السابق، حيث كانت موسكو مكلفة بإدارة الصراع بين إسرائيل وإيران في سورية.
وأشار معراوي أن الدور الروسي كان في الماضي، أما ليوم فقد اختلفت الظروف كثيراً، وفشلت موسكو من وجهة نظر إسرائيل في إدارة الصراع، بل فشلت في التقليل من حجم النفوذ الايراني كما تعهدت في عام 2018 عندما تم تسليم جبهات الجنوب السوري لها.
الموقف الروسي من وجهة نظر الدكتور باسل معراوي في سورية أقرب لإيران منه لإسرائيل، وبالتالي فهي غير مرشحة للعب دور وساطة أو تواصل بين تل ابيب وطهران ، كما أن الأمريكان لا يشجعون على أي انخراط روسي بأي ملف في سورية، على حد قوله.