بسبب انعدام المواصلات وارتفاع تكاليفها، تضطر أم ريان إلى الخروج من منزلها صباح كل يوم في الساعة السادسة صباحاً، لغاية وصولها إلى وظيفتها ووصول ابنتها إلى مدرستها بالوقت المحدد.
تزامناً مع دخول العام الدراسي 2021 – 2022، تشهد مناطق سيطرة نظام الأسد أزمة مواصلات خانقة وانعدام في حركة وسائل النقل العاملة على الخطوط المحددة بين المدن والأرياف.
حضور الطلاب بشكل كثيف صباح كل يوم على مواقف السيارات ساهم بتفاقم أزمة المواصلات، الأمر الذي ضاعف من معاناة الموظفين في القطاع العام وعمال القطاع الخاص، وجعل من وصول الجميع إلى وجهاتهم مهمةً شاقة، بحسب ما قالت “أم ريان” التي يبعد مكان عملها ومدرسة ابنتها عن منزلها بنحو 7 كم، حيث تقطن في حي التضامن على أطراف مدينة دمشق، وتعمل في حي البرامكة وسط المدينة، ومدرسة ابنها كذلك.
تخفيض كميات الوقود المخصصة لسيارات النقل بالأجرة ساهم في غياب وسائل النقل واقتصار وجودها أمام محطات الوقود، حيث تحصل السيارة كل 4 أيام على 20 ليتراً فقط من المازوت أو البنزين، وفقاً لنظام الشرائح الذي تحدده وزارة النفط، بحسب ما قال لـ “وكالة سنا” السيد “ف – ل” سائق مكرو باص على خط مدينة ركن الدين.
وأكد السائق أنه بات مضطراً لتأمين مادة المازوت من السوق السوداء بسعر 1500 ليرة سورية لليتر الواحد، بينما يبلغ سعره الرسمي 500 ليرة، الأمر الذي أجبر أصحاب السيارات إلى ركن سياراتهم أمام منازلهم والامتناع عن تشغيلها.
وكان نظام الأسد قد رفع أجور النقل لمرتين متتاليتين خلال شهر تموز الأخير، حيث أصبحت التعريفة للخطوط القصيرة للباصات والمكروباصات حتى 10كم بنحو 150 ليرة للراكب الواحد، بعد أن كانت بـ 100 ليرة، وتعريفة الخطوط الطويلة فوق 10 كم أصبحت 200 ليرة للراكب الواحد، بعد أن كانت بنحو 130 ليرة سورية منذ شهر.
بالعودة إلى “أم ريان” فقد أكدت أنها تخرج من منزلها قبل ساعتين حتى تتمكن من الوصول إلى عملها ومدرسة ابنتها بالوقت المحدد سيراً على الأقدام، إذ أنها لا تستطيع اللجوء إلى ركوب التاكسي بسبب الأجرة التي تصل إلى نحو 2500 ليرة سورية، ما يعني أنها ستدفع شهرياً 55 ألف ليرة سورية ذهاباً فقط، أي كامل راتبها الشهري.