مقال رأي – الإعلام الأوكراني
على خلفية الحرب في أوكرانيا، بدأ يتحول رمضان قديروف “المحارب الصامد المحب للظهور الإعلامي” من نذير بوتين المتباهي إلى تهديد خطير يشبه “قنبلة موقوتة” تهدد الإسلام في روسيا.
كانت صورة قديروف، الذي ينظم سباقات الخيول في الشيشان ويمنع عمليات اختطاف العرائس ويجبر الشباب المهملين على الاعتذار للشيوخ، غريبة إلى حد ما، ولكن بشكل عام لم
تكن خارج نطاق صورة الحاكم القوقازي الصغير الذي يخدم الدولة الروسية.
لقد غيرت الحرب في أوكرانيا صورة قديروف بشكل كبير، وتحول من المحارب القوقازي الشجاع إلى المحب للظهور الإعلامي الذي يعبر عن مواقف الكرملين الأكثر بغضاً.
مع الأخذ بعين الاعتبار سجل إنجازات قديروف المثيرة للجدل، يمكن القول مباشرة إن دور “لسان بوتين” ليس أفضل دور له. إن صورة “قوات قديروف الشجعان” وزعيمهم القبلي تنهار أمام عيوننا. يختبئ “المحاربون القوقازيون المتفاخرون” في أقبية المباني الأوكرانية مصورين مقاطع فيديو تحفيزية لكل مناسبة.
ينشر قديروف مقاطع فيديو بشكل شبه يومي على التلجرام تظهر المقاتلين الشيشانيين في أوكرانيا. بالنظر إلى مقاطع الفيديو تلك، فإن القوات التابعة لقديروف لا تشارك بشكل مباشر في العمليات القتالية بل تنفذ مهام الوحدات الخلفية، في حين أن الحرب الحقيقية يخوضها الجنود الروس.
في الواقع لا يوجد دليل واحد على وجود قديروف في “النقاط الساخنة” في غوستوميل بالقرب من كييف وفي ماريوبول، لكن مقاطع الفيديوهات “الضبابية” المليئة بتصريحات مفاجأة على غرار “الحرب حتى النصر” يبدو أنها مسجلة في أماكن غير معلومة على الأرجح في مأوى آمن أو ملجأ من القنابل ذي جدران سميكة.
يحاول قديروف بكل طريقة ممكنة أن يرسم لنفسه صورة “الزعيم الروسي الوطني” متحدياً بوتين نفسه، بل يبدو أنه يستخدم تكتيكات خاسرة للغاية في ذلك.
عشية المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول بدأ رمضان قديروف بإعلان شعارات “حزب الحرب” مطالباً بـ”متابعة الحرب حتى النهاية” ثم حل المسائل.
على خلفية التقارير التي ظهرت يوم أمس حول تسميم ثلاثة مفاوضين، فإن “حزب الحرب” في الكرملين يحاول بكل وسيلة ممكنة إبطاء المفاوضات، وهذا لا يبدو غريباً. وليس من المستبعد أن رمضان قديروف بصفته أكثر “شخصيات الكرملين” اندفاعاً وتهوراً، قرر حسب تقديره “تسريع” عملية التفاوض، وربما حتى دون التشاور مع “الراعي الأعلى”.
ومع ذلك، فإن الخطر الأكبر، الذي قد لم يدركه الكرملين بعد، هو تهديد قديروف للإسلام في روسيا. انطلق “القائد” علانية في طريق الجهاد في أخطر أشكاله “الحرب على الكفار” أي على المسيحيين السلاف في الحالة الأوكرانية. بالنسبة لدولة متعددة الأديان مثل روسيا قد تكون هذه سابقة خطيرة للغاية.
بالإضافة إلى ذلك، لا يتردد قديروف في الظهور علانية حيث يُقتل السكان المدنيون من بينهم النساء والأطفال وكبار السن.
يبدو “المحارب باسم الله” الذي يستقوي على النساء ثقيلاً حتى بالنسبة إلى نظام بوتين.
المصدر: الإعلام الأوكراني.