كلمة رئيس الائتلاف الوطني السوري، سالم المسلط، في الذكرى التاسعة لمجزرة الكيماوي في غوطة دمشق:
شعبنا السوري الحر في سورية الحبيبة وخارجها،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمرّ بعد غدٍ ذكرى قاسية على قلوب السوريين، إذ قصف نظام الأسد منذ تسع سنين وفي الحادي والعشرين من شهر آب عام ألفين وثلاثة عشر، بلداتٍ من غوطتي دمشق بالسلاح الكيماوي، مستخدماً غاز السارين السام ضد الأهالي، ليقتل أكثر من 1400 ألف وأربعمئة شخص خنقاً، في واحدة من أكبر الجرائم عبر التاريخ الحديث.
إن شهقات الأطفال الأخيرة قبل أن يقضوا خنقاً لم تلق آذاناً مصغية لدى صناع القرار في هذا العالم، الذي سمح لهذه المنظومة الإجرامية أن تستمر في حكم سورية، بعد أحد عشر عاماً من ارتكابها المجازر بحق الشعب السوري.
ونتيجة التعاطي الدولي الضعيف والمسُتغرب تجاه مجزرة الأسد الكيماوية، أعاد هذا النظام مجازره في مختلف المحافظات السورية، مستخدماً أسلحة تدميرية محرمة دولياً على رؤوس مدنيين عزّل، لنصل إلى يومنا هذا وما يزال نظامُ الأسد وحلفاؤه وميليشيات إرهابه يفتكون بالشعب السوري، قتلاً وحصاراً وتدميراً.
يأبى هذا النظام المجرم أن تمر علينا ذكرى المجزرة إلا بارتكاب مجزرة جديدة، فصباح هذا اليوم وجّه النظام المجرم نيران حقده وغيظه على أهلنا في الباب بريف حلب؛ ليقصف منازل المدنيين وأسواقهم ويسيّل دماءهم الزكية، في الوقت الذي يمنع فيه مياه الشرب عن هذه المدينة ويعمد إلى جعلها مدينة عطشى.
لقد عمّق جراحَ السوريين تجاهلُ المجتمع الدولي لهم في عدم محاسبة نظام الأسد، الذي خرق القرار ألفين ومئة وثمانية عشر، واستخدم السلاح الكيماوي عدة مرات، ولم تُفعّل المحاسبة حتى الآن؛ على الرغم من إثبات لجنة التحقيق الدولية المستقلة مسؤولية نظام الأسد عن الهجمات الكيماوية.
اللجنة ذاتها أثبتت مسؤولية النظام المجرم عن اثنتين وثلاثين جريمة حرب نفذها بالأسلحة الكيماوية، وهذا ما يوجب تحركاً دولياً تحت البند السابع بحسب المادة الواحدة والعشرين من القرار المذكور.
نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، ومحاسبة نظام الأسد على جرائمه المتعددة، إنصافاً لشهداء سورية ،وللشعب الذي يعيش مأساة إنسانية فريدة بسبب هذا النظام، كما نطالب بالتحرك الفعال ضمن جدول زمني يضمن تطبيق قرار مجلس الأمن ألفين ومئتين وأربعة وخمسين، وتحقيق الانتقال السياسي في سورية، وترك المماطلة القاتلة التي تتسبب بتعميق المأساة.
إن منهجَ نظام الأسد ومن خلفهِ إيران وروسيا مكشوفٌ لا لبس فيه، منهج دموي إجرامي قائم على القتل والإرهاب والاعتقال والتغييب، ورهان بعض الدول على تغيير سلوكه مضيعة للوقت، إذ تتكرر جرائمه وجرائم داعميه في أوكرانيا بصورة مماثلة.
نريد من يعالج بحق جراح السوريين لا من يغطيها دون علاج.
لا يمكن أن نذهب إلى ما لا نهاية دون نتيجة، ولا يمكن إلّا أن نكون مع صوت شعبنا الذي ما خفت يوماً، ولن يخفت عن المطالبة بحقوقه في الحرية والاستقلال والعيش الكريم، سنكون دائماً صوت من لم تنكسر إرادتهم، سنكون دائماً صوت من صمد وكابر على جرحه ومعاناته، ولن نذهب إلا بالطريق الذي خطه هذا الشعب العظيم، بمئات آلاف الشهداء وملايين المُهجّرين وعشرات آلاف المعتقلين والمُغيبين.
“وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ”
الرحمة لشهدائنا والحرية لمعتقلينا والشفاء للمصابين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته