9.4 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

رغم المعاناة جراء فقدانه.. نظام الأسد يُسعّر حليب الأطفال

فادي شباط | وكالة سنا

أصدرت صباح اليوم وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بنظام الأسد تسعيرة خاصة بمادة حليب الأطفال الصناعي.

وأتاح القرار بيع عبوة حليب الأطفال وزن 400 غرام ماركة نسله “نان” بـ 17050 ليرة سورية للصيدلي، وللمستهلك بـ 18800 ليرة، وعبوة حليب كيكوز وزن 400 غرام بـ 13909 ليرة للصيدلي، و 15300 ليرة سورية للمستهلك.

وتشهد الأسواق الرسمية فقداناً تاماً لمادة حليب الأطفال منذ أكثر من 6 شهور، ولا سيّما الأصناف المعروفة والمطلوبة كـ نان وكيكوز ونيدو وحليبنا ورينو، بحسب ما قالت لوكالة سنا مصادر محلية من مدينة دمشق.

وأكدت المصادر وصول سعر عبوة حليب الأطفال 400 غرام في السوق السوداء إلى أكثر من 30 ألف ليرة، وسط توفر عدّة أصناف مجهولة المصدر كـ مامي لاك وبيبي لاك وبايوميل ونيسروبيبي وألبين بسعر 15 ألف ليرة سورية، والطلب عليها شبه معدوم.

وأضافت المصادر أن فقدان حليب الأطفال من الأسواق يتكرر منذ سنوات قبل أن يتوفر لاحقاً بأسعار مرتفعة تعاكس القدرة الشرائية لدى المستهلك.

وتمر الأسواق بحالة فوضى غير مسبوقة من جهة الأسعار أو الاحتكار في مستودعات الأدوية أو تزوير المنتجات بسبب عجز أجهزة الرقابة الرسمية ودوائر التموين عن ممارسة مهامها جراء تنامي سطوة ميليشيات الدفاع الوطني وحمايتها للتجار، وميليشيا حزب الله اللبناني الذي يقوم بإدخال حليب أطفال مجهول المصدر إلى الأسواق السورية عبر الحدود اللبنانية السورية في ريفي دمشق وحمص.

مؤسسة التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد كانت قد أعلنت في أواخر تشرين الأول 2022 وصول شحنتي حليب أطفال إلى اللاذقية، إلا أن السكان لم يلمسوا ذلك في الأسواق.

ورغم تواتر أنباء رسمية تؤكد توفر حليب الأطفال، إلا أن الأزمة ما زالت قائمة وتتفاقم يوماً بعد الآخر بالتزامن مع انقطاع أكثر أصناف المتممات الغذائية الخاصة بالأطفال، بحسب ما قال لوكالة سنا الطبيب الصيدلي “ن – ت” صاحب صيدلية في حي المجتهد بمدينة دمشق.

وأشار الصيدلي الذي رفض الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية، إلى أن الطفل الرضيع بحاجة في الحد الأدنى لـ 4 عبوات حليب صناعي كل شهر، ما يضع الأهالي بحالة عجز أمام تأمينها بسبب عدم اكتراث دوائر نظام الأسد للمشكلة، ووصول سعرها في السوق السوداء إلى 120 ألف ليرة سورية، أي بنحو راتب شهر كامل لموظف في القطاع العام أو عامل في القطاع الخاص.

وعن بدائل السكان قال الصيدلي إن أكثر الأهالي يوفرون لأطفالهم الوضع حليب البقر، الأمر الذي يضاعف من أعداد الأطفال المصابين بسوء تغذية وسوء التغذية الثانوي الذي يؤدي إلى نقص الوزن ونقص في المغذيات الدقيقة مثل الحديد والكلس واليود وفيتامين D، ويُنذر بإقبال سورية على واقع ظهور أجيال ذات بنية ضعيفة وقامات متقزمة.

ولفت محدثنا إلى توفر حليب أطفال مزور في الأسواق من ماركات عديدة أبرزها من الأصناف المطلوبة، ولها تأثيرات جانبية سيئة على الأطفال، كالإسهال وارتفاع الحرارة، إضافة إلى التهاب اﻷمعاء.

وتُرجع وزارة الاقتصاد فقدان حليب الأطفال إلى مشاكل الشحن العالمية، ومشكلة تحويل الأموال بسبب العقوبات الغربية، كما تتهرب الوزارة من مسؤوليتها بتوفير حليب الأطفال عبر وضع الكرة بملعب القطاع الخاص وتحميله المسؤولية بوصفه القطاع المخول بتأمين المادة، وفق حديث مدير التجارة الخارجية شادي جوهرة لوسائل إعلامية موالية في تشرين الأول الماضي.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار