قالت مصادر طبية محلية، إن عشرات الحالات أصيبت بالتسمم والتهاب الكبد، جراء تلوث المياه في منطقة حوض اليرموك التي تضم عدداً من القرى في ريف درعا الغربي.
وأضافت المصادر، أن بلدة الشجرة في ريف درعا الغربي وحدها سجلت إصابة نحو 700 حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي، كما أن أكثر من 100 حالة راجعت مركز الشجرة الطبي خلال اليومين الماضيين، وظهر عليها أعراض التسمم نتيجة شرب مياه ملوثة، وسط تجاهل من حكومة الأسد سواء من الناحية الخدمية أو الصحية.
وأشارت إلى معظم الإصابات هم من الأطفال لم تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، وتم إجراء الفحوصات اللازمة لهم جميعاً خوفاً من وجود أمراض معدية قد تنتقل لأطفال آخرين أثناء تواجدهم في المدارس، حيث لا يوجد سوى مشفى الشجرة المهمل.
ووفق المصادر، فإن أكثر من 25 ألف نسمة في 9 قرى صغيرة في ناحية الشجرة، سيتأثرون بهذا الوضع الصحي، فالنظام لا يستجيب، وقدرة الأهالي غير كافية لاكتشاف ومنع الأسباب المؤدية لذلك، وهو ما يشكل كارثة حقيقة بالنسبة لهم
إهمال متعمد
وقال قاسم محمد “اسم مستعار لأسباب أمنية” من سكان المنطقة لوكالة سنا، إن مياه الشبكات ليس فيها تلوث، ولكن أغلب الناس يعتمدون على مياه الصهاريج، وهناك إهمال متعمد من بلدية نظام الأسد، بعدم ترحيل القمامة وتنظيف محيط المدارس ونشر التوعية بين التلاميذ.
وبيّن أن مؤسسة المياه لم تتجاوب مع مطالب السكان المتكررة حتى اللحظة، ما أدى إلى تلوث المياه وتسمم عدد كبير من السكان، وقد يشهد العدد تزايدًا في المقبلة، إلا أنه تم تحذير السكان من شرب المياه الواصلة إليهم عبر خط الضخ تفادياً للتسمم.
ويعد ريف درعا الغربي المنطقة الأكثر غزارة بالمياه الجوفية، حيث يتواجد عدد من الينابيع أبرزها المزيريب والأشعري الذي تتغذى منه أجزاء كبيرة من المنطقة عبر مضخات وخطوط ضخ تمتد إلى عشرات الكيلو مترات.
وتشهد محافظة درعا أوضاعًا اقتصادية سيئة ازدادت بشكل ملحوظ منذ سيطرة قوات الأسد عليها بموجب اتفاق التسوية الذي وقعته مع الفصائل العسكرية في تموز 2018 وعجزه عن تقديم الخدمات، حيث انتشر الفقر وانعدمت فرص العمل، وذلك بعد خسارة المحافظة عشرات المنظمات والجمعيات الإغاثية المحلية والدولية التي كانت تقدم الرعاية والخدمات لمئات الآلاف من المدنيين.