استشهد 15 مدنياً وأصيب 64 آخرون، بينهم 18 طفلاً و13 امرأة، جراء قصف ممنهج شنته قوات نظام الأسد بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، على أكثر من 25 مدينة وبلدة وقرية في ريفي إدلب وحلب يوم أمس الخميس 5 تشرين الأول.
وطال القصف الأحياء السكنية والسوق الشعبي لمدينة جسر الشغور غربي إدلب، مما أدى لاستشهاد طفل وإصابة 12 مدنياً بينهم طفلان وامرأتان، واستشهد مدنيان وأصيب 3 آخرون (طفلة وشابان)، بقصف مماثل استهدف مدخل مدينة إدلب الشرقي، كما استشهدت امرأة، وأصيب 14 مدنياً بينهم 4 أطفال و3 نساء بالقصف على مدينة أريحا جنوبي إدلب، واستشهد مدني في قرية الموزرة في الريف نفسه جراء القصف الصاروخي على القرية، واستشهدت امرأة أيضاً جراء القصف على قرية منطف في ريف إدلب الجنوبي أيضاً.
وقصفت قرى وبلدات إحسم وكفرلاتة وشنان وفركيا ومعرطبعي ومعارة النعسان ومصيبين ومعربليت وأوبين ومحمبل وآفس دون ورود أنباء عن إصابات.
واستهدف القصف بشكل متعمد ومباشر عدداً من المرافق الحيوية والعامة حيث تضرر مركز الدفاع المدني السوري في مدينة أريحا جنوبي إدلب، كما استهدف القصف 4 مدارس في ريف إدلب (مدرسة حسين الحاج عبود والمدرسة الريفية في مدينة سرمين، ومدرسة نجيب الدقس في قرية البارة، ومدرسة ابن خلدون في مدينة بنش) ومخيم صباح قطيع العشوائي للمهجرين، ومحطة لتوليد الكهرباء على مدخل مدينة إدلب الشرقي.
هذا وارتكبت قوات الأسد بعد منتصف ليلة الجمعة 6/تشرين الأول “مجزرة” باستهدافها منزلاً تقطنه عائلة من النازحين على أطراف بلد كفرنوران، في ريف حلب الغربي بقصفٍ صاروخي أدى لاستشهاد 5 من أفراد العائلة (امرأة مسنة مقعدة وابنيها وابنتيها) وإصابة شقيقتهم.
وعند منتصف الليل تم استهداف مدينة “دارة عزة” في ريف حلب الغربي بقصف صاروخي، أدى لاستشهاد أربعة مدنيين وإصابة 15 آخرين بينهم 6 أطفال وامرأتان ومتطوع في الدفاع المدني السوري، حيث استهدف القصف الأحياء السكنية، والسوق الشعبي ومسجداً ومحطة وقود.
ودخل الطيران الروسي اليوم الجمعة على خط التصعيد الحاصل شمال غربي سورية ليشارك في الحملة الهمجية التي تشنها قوات الأسد، ليقصف مناطق متفرقة من ريف جسر الشغور بريف إدلب، ومحيط قرية القرقور بريف حماة.
هذا ونشر الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” بياناً اليوم الجمعة 6/تشرين الأول حذر فيه من تصعيد الهجمات الإرهابية على شمال غربي سورية، وبأنه ينذر بكارثة إنسانية حقيقية ويهدد استقرار المدنيين، في وقت باتت فيه المنطقة الملاذ الأخير لآلاف العائلات، التي هجرتها قوات الأسد وروسيا، مشيراً لما يعيشونه من أزمة إنسانية حادة، في وقت ما زالت آثار كارثة الزلزال تؤثر بشكل كبير على السكان وتعمق جراح الحرب المستمرة عليهم منذ 12 عاماً.
وطالب البيان المجتمع الدولي بإيجاد صيغة تضمن توقف نظام الأسد عن الاستهداف الممنهج للسكان، في ظل عدم التزامه بأي إطار يدعم عملية الحل السياسي.
وأكد على ضرورة محاسبته على هذه الهجمات الشنيعة والانتهاكات الجسيمة، واتخاذ إجراءات حاسمة لوضع حدّ لهذه الهجمات المتواصلة على أرواح الأبرياء، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
ولفت إلى أن ضمان حماية المدنيين في سورية والتمسك بمبادئ حقوق الإنسان والنزعة الإنسانية، هو أقل ما يحتاجه السكان بعد 12 عاماً من الحرب عليهم، في وقت غاب فيه الحل السياسي في ظل مجتمع دولي تحكمه التوازنات والمصالح السياسية.
هذا وشهدت عدة قرى في ريف إدلب حركة نزوح للأهالي من القرى التي تم استهدافها، في التصعيد الأخير على المنطقة، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة مع دخول فصل الشتاء.