خاص – وكالة سنا
لم تمنع ظروف التهجير القسري التي تسببت بها قوات الأسد للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، من التفاعل مع عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها فصائل المقاومة في غزة في 7 من تشرين الأول الحالي.
فقد نظمت الهيئات والروابط التي تعنى باللاجئين الفلسطينيين المقيمين في الشمال السوري، عدة فعاليات مدنية، عبّروا فيها عن تضامنهم مع أهالي غزة، في العدوان وحرب الإبادة التي يتعرضون لها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وشهدت أغلب قرى وبلدات الشمال السوري مظاهرات ووقفات تضامنية مع أهالي غزة وبمشاركة مختلف الفعاليات المدنية في المنطقة، مؤكدين تضامنهم مع أهالي غزة، وحق الفلسطينيين في استعادة أراضيهم من الاحتلال.
وقال بلال قدورة وهو مهجّر فلسطيني إلى الشمال السوري لوكالة سنا، إن غزة تُركت وحدها بعد أن قامت لنصرة الأقصى، وهي تدفع ضريبة كبيرة بسقوط آلاف الشهداء والجرحى، ودعا بدوره أهالي غزة بالصبر والثبات على مصابهم، لأن حجم المخطط والمؤامرة عليهم كبير، بحسب قوله.
فيما عبّر عامر ناصر عن فرحته بعملية طوفان الأقصى وهو فلسطيني من حيفا، زار إدلب مؤخرًا قادمًا إليها من تركيا لزيارة أولاده وأحفاده، وقال في حديثه مع وكالة سنا، إن مواقف كل الشعوب الحرة واحدة تجاه القضية الفلسطينية، وخاصة المسجد الأقصى، الذي له قدسية كبيرة عند العرب والمسلمين.
وأضاف ناصر بقوله، إن قضيتنا واحدة سواء في غزة أو في إدلب، ويجب على الجميع ألا ينسى كيف لقنت فصائل المقاومة في غزة الاحتلال الصهيوني درسًا لن ينساه أبدًا بعد عملية طوفان الأقصى.
وأفاد أن الفلسطينيين أصحاب حق ومطلب عادل ويحق لهم مقاومة الاحتلال الصهيوني الذي ما يزال يتركب المجازر بحق الفلسطينيين على مدار عشرات السنين الماضية، مؤكدًا أن الفلسطينيين وأحرار الشعوب العربية والإسلامية في العالم، كلهم تفاعلوا مع ما يحدث في غزة الآن.
ودعا بدوره كل من يستطيع المساعدة، إلى أن يقدمها لأهالي غزة التي تعاني من القصف الإسرائيلي يوميًا، وبشكل همجي ومكثّف، وأن تتكاتف جميع الجهود لإيقاف المجازر الحالية بحق أهالي غزة.
رابطة المهجرين الفلسطينيين
تنشط في شمال غرب سورية عدة روابط وهيئات مدنية فلسطينية تسعى لإدارة شؤون اللاجئين الفلسطينيين ومساعدتهم في المنطقة، وتتعاون مع الجهات الفاعلة في الشمال السوري، لإبراز قضيتهم، والحفاظ على الهوية الفلسطينية.
وبحسب ثائر أبو شرخ مدير رابطة اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، فقد بلغ عدد العائلات الفلسطينية في شمال غرب سورية نحو 1630عائلة، تتوزع على مناطق أعزاز وعفرين وأطمة وكللي وسرمدا ومدينة إدلب، ومنهم من سكن المنطقة منذ التهجير الأول في عام 1948.
وقال إنهم هُجّروا من مخيم حندرات بحلب ومخيم اليرموك وخان الشيح وجنوب دمشق إلى الشمال السوري، ويقطنون في تجمعات سكنية خاصة بالمهجرين الفلسطينيين، كما أن جزءاً منهم يسكن داخل المدن.
وعن الهيئات المعنية بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة، أضاف أبو شرخ، أنه يوجد المديرية العامة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، وهي تابعة لوزارة الإدارة المحلية في الحكومة السورية المؤقتة، ومركز توثيق اللاجئين الفلسطينيين في الحكومة السورية المؤقتة، إضافة لرابطة المهجرين الفلسطينيين في الشمال السوري، وهيئة فلسطين، وكلها تعمل على حفظ حقوق الفلسطينيين في الشمال السوري وتلبية احتياجاتهم.
يرى أبو شرخ أن الفلسطينيين في الشمال السوري، هم امتداد للشعب الفلسطيني في المخيمات والوطن المحتل، مضيفًا أن نصر 7 تشرين الأول أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية، بأنها القضية المركزية للأمة العربية، وأن الكيان الصهيوني هو العدو.
ومن وجهة نظره أن الأنظمة الحاكمة القمعية في الدول العربية هي الوجه الآخر للصهيونية، مشيرًا إلى أن عملية طوفان الأقصى سيكون لها أبعاد سياسية وأمنية واقتصادية على القضية الفلسطينية وعلى المنطقة ككل.
لذلك يحاول الفلسطينيون بإمكانياتهم المتواضعة العمل من خلال الهيئات العاملة بالشمال على إدارة ورعاية شؤونهم، والتمسك بهويتهم وحقهم بالعودة لمدنهم وقراهم التي هجّروا منها عام 1948، فهم جزء من الشعب الفلسطيني الموجود على أرض فلسطين، ومرتبط بالشعب السوري كونه عمقهم العربي والإسلامي، فالشعوب العربية أمة مصيرها واحد.
وأشار أبو شرخ إلى أن مشاهد القتل والتدمير في غزة فظيعة، وهو يذكرنا بالقصف الهمجي الذي مارسته قوات الأسد والميليشيات الإيرانية مؤخرًا على مناطق شمال غرب سورية، والذي خلّف مئات القتلى والجرحى، وسبب دمارًا كبيرًا في البنى التحتية والمرافق العامة.
ووجه رسالة بدوره لكافة الهيئات الحقوقية الدولية ومنظمات الأمم المتحدة وكل المنظمات الإنسانية المعنية بحقوق الانسان، للضغط على الكيان الصهيوني بإيقاف المجازر بحق أهالي غزة، إضافة للسماح بوصل المساعدات الكافية لقطاع غزة المحاصر.
وينظر فلسطينيو سورية بالشمال السوري إلى عملية طوفان الأقصى بحسب أبو شرخ، بأنها أفشلت كافة خطوات التطبيع بين الكيان الإسرائيلي بعض الدول العربية، فأعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد، بعد محاولة دثرها.