9.4 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

البنى التحتية لقرى شرقي إدلب في مرمى مدفعية قوات الأسد، وسط أوضاع إنسانية صعبة يعيشها سكان المنطقة

وكالة سنا – خاص

تستمر قوات الأسد بمسلسل القصف المكثف الذي يستهدف البنى التحتية في مناطق شرقي إدلب، والذي أدى لدمار كبير فيها، تسبب بحرمان آلاف المدنيين من الاستفادة من خدماتها، في ظل ظروف إنسانية صعبة تعيشها المنطقة.

وفي تصعيد جديد استهدفت قوات الأسد أمس السبت مدرسة في بلدة آفس شرقي إدلب، موقعةً إصابات بين التلاميذ الأطفال والكادر التعليمي فيها، بعضهم جروحهم خطرة في استمرار لمنهجية قوات الأسد في عرقلة العملية التعليمية وبث الرعب في شمال غربي سورية.

إذ أصيب ثلاثة أطفال من التلاميذ ومعلّمة من مدرسة الشهداء في قرية آفس شرقي إدلب، بقصف مدفعي من قوات الأسد استهدف باحة المدرسة أمس السبت 2 كانون الأول خلال فترة الدوام الرسمي للطلاب في المدرسة، ما أدى أيضاً لحالة خوف وهلع بين التلاميذ والكادر التعليمي، خاصةً أن استمرار القصف على القرية بعد استهداف المدرسة، حدّ من قدرة الأهالي على الحركة ضمن القرية، وفق الدفاع المدني السوري.

صعوبة الوضع الإنساني

وأفاد عبد القادر الدج رئيس المجلس المحلي في بلدة النيرب شرقي إدلب، أن مدن وبلدات النيرب وسرمين وآفس شهدت قصفاً مكثفاً طيلة الثلاث أشهر الماضية، بعد التصعيد الأخير من قبل قوات الأسد، وذلك بعد عملية تفجير حفل تخريج الضباط في الكلية الحربية في حمص، رغم أنها عرضة للقصف المتقطع قبل التصعيد.

وقال في حديثه لوكالة سنا، إن القصف أدى لشلل الحركة المدنية في البلدة، إضافة لمدينة سرمين التي كان لها النصيب الأكبر من القصف، فقد علقت أمس مديرية التربية بإدلب الدوام في المدارس في كل من النيرب وسرمين وآفس شرقي إدلب، حفاظاً على سلامة الطلاب والكوادر الإدارية والتعليمية.

وأشار الدج إلى أن المنطقة شهدت في الفترة الماضية نزوحاً كبيراً بعد التصعيد الأخير، لكن ما لبث أن عاد الناس لمنازلهم وسط ظروف معيشية صعبة، فهذه المناطق بالأساس قريبة من خطوط التماس وتعاني من ضعف في المساعدات الإنسانية، كما أن بنيتها التحتية هشة، فقد كانت خط الاشتباك الأول وتوقفت على أعتابها الحملة العسكرية الواسعة التي أطلقتها قوات الأسد في مطلع عام2020.

وبحسب عدد من أهالي مدينة سرمين فإن المدينة تعيش أوضاعاً إنسانية صعبة، فقد تعرضت مؤخراً لقصف مكثف بعد التصعيد الأخير في الخامس من تشرين الأول، الذي أدى لدمار عدد من المدارس والمراكز الصحية والمرافق العامة، وأدى لنزوح قسم كبير من الأهالي خارج المدينة.

حيث اضطر الأهالي إلى العودة إلى مدينتهم بسبب عدم قدرتهم على تحمل أعباء الانتقال واستئجار منزل بمبلغ كبير، فضلًا عن عدم تأقلمهم مع السكن في مراكز الإيواء الجماعي أو المخيمات، بسبب اعتماد القسم الأكبر من الأهالي على أراضيهم الزراعية كمصدر دخل أساسي لهم، وعلى محالهم التجارية التي توفر لهم مصروفهم اليومي، ما يجبرهم على العودة.

تقع مدينة سرمين على بعد لا يتجاوز ثمانية كيلومترات عن مناطق سيطرة قوات الأسد في مدينة سراقب، وبلدة النيرب بنفس المسافة تقريباً، فيما تقع قرية آفس أقرب من ذلك، إذ تعد مناطق متاخمة لجبهات القتال، وكانت طيلة الأشهر الماضية تتعرض لقصف متقطع، رغم ذلك آثر سكانها البقاء في مدينتهم لحين تصاعد حملة القصف الأخيرة.

وزار وفد من الأمم المتحدة 26 تشرين الأول مدينة سرمين، للاطلاع على آخر التطورات التي شهدتها المدينة عقب حملة القصف التي شهدتها المنطقة طيلة الفترة الماضية، والتقى مع أفراد فيها، إضافة إلى مسؤولين في المجلس المحلي.

المدارس في وجه النار

بحسب الدفاع المدني السوري فقد بلغت استهدافات قوات الأسد وروسيا للمدارس والمنشآت التعليمية ذروتها خلال شهر تشرين الأول من هذا العام بواقع 15 هجوماً على المدارس من بينها استهداف مدرسة حسين حج عبود في مدينة سرمين بتاريخ 3 تشرين الأول ومدرسة نجيب الدقس في قرية البارة ومدرسة ابن خلدون في بلدة بنش وكلاهما في تاريخ 5 تشرين الأول.

كما استهدفت مدرسة رابعة في مدينة جسر الشغور بتاريخ 7 تشرين الأول، ومدرسةً في بلدة الأبزمو بتاريخ 8 تشرين الأول، وكانت هذه الاستهدافات خلال فترة التصعيد الكبير الذي شنته قوات الأسد وروسيا على إدلب وريفها وريف حلب الغربي مطلع شهر تشرين الأول، لتعود لاستهداف المدارس بتاريخ 21 تشرين الأول بقصفها محيط مدرسة في قرية القنيطرة في ريف إدلب ومدرسة أحمد سبلو في مدينة أريحا ومدرستي مصطفى عمر مصطفى والمدرسة الشرقي في قرية التوامة في ريف حلب الغربي بتاريخ 24 تشرين الأول واستهدفتها قوات الأسد حينها بصواريخ تحمل ذخائر حارقة.

وفي شهر تشرين الثاني استهدفت قوات الأسد مدرسة في قرية سرجة بقذائف المدفعية ، ومدرسة في قرية آفس بتاريخ 10 تشرين الثاني.

واستجابت فرق الدفاع المدني منذ بداية العام الحالي 2023 وحتى نهاية شهر تشرين الثاني الفائت لـ 23 هجوماً من قوات الأسد وروسيا والميليشيات الموالية لهم استهدفت المدارس في شمال غربي سورية.

وتتواصل خروقات قوات الأسد، عبر القصف والهجمات على مواقع متفرقة في “منطقة خفض التصعيد الرابعة” (إدلب ومحيطها)، لا سيما استهداف مناطق مأهولة بالسكان في ريفي إدلب وحلب، خاصة بعد المجزرة الأخيرة التي ارتكبتها قوات الأسد في 25 تشرين الثاني الماضي، والتي راح ضحيتها 10 أشخاص من عائلة واحدة، بينهم سبعة أطفال، وهم عائلة كانت تعمل في جني محصول الزيتون.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار