5.4 C
Damascus
الأحد, نوفمبر 24, 2024

إيران تسعى للسيطرة على حمص.. مشروع بأبعاد ديمغرافية واقتصادية

وكالة سنا – خاص

كثفت إيران خلال الفترة الماضية من حضورها في محافظة حمص وسط سورية، وبدأت التمدد نحو مناطق جديدة، وذلك بتسهيل من نظام الأسد وأفرعه الأمنية.

وقبل أيام، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة مسربة عن إدارة المخابرات العامة التابعة لنظام الأسد، تطالب الأفرع الأمنية بتسهيل تحركات الميليشيات الإيرانية في ريف حمص الشمالي.

وجاء في الوثيقة التي حملت عنوان “سري للغاية” أنه بناء على توجيهات القيادة يطلب من جميع المراكز الأمنية والشرطية في حمص وريفها التعاون مع “القوات الحليفة” وتسهيل معاملاتها وتعزيز وجودها في مدينتي الرستن وتلبيسة وما حولهما.

وتزامن هذا التسريب مع افتعال ميليشيات الأسد حوادث أمنية في ريف حمص الشمالي وتحديداً في مدينتي الرستن وتلبيسة، وذلك بهدف إيجاد مبرر لتشديد القبضة الأمنية وإطلاق يد الميليشيات الإيرانية.

وبعد أيام قليلة من انتشار الوثيقة، أعلنت إيران أنها ستبدأ بصيانة مصفاة تكرير النفط في حمص، واستثمار طاقتها الانتاجية البالغة 120 ألف برميل يومياً.

إيران تعزز حضورها العسكري في حمص

أكدت مصادر خاصة لوكالة “سنا” في ريف حمص الشمالي أن الميليشيات الإيرانية أرسلت أواخر الشهر الماضي تعزيزات عسكرية إلى كتيبة الدفاع الجوي الواقعة على الطريق الواصل بين مدينة تلبيسة وبلدة الغنطو.

وأوضحت المصادر أن رتلاً يتبع لميليشيا حزب الله وصل أيضاً من مطار الضبعة في ريف حمص الجنوبي، واستقر داخل الكتيبة، مشيرة إلى رصد تحصينات جديدة داخلها تضمنت ترميم بعض المباني ورفع سواتر ترابية.

وحول أسباب تركيز إيران على حمص، يقول الباحث في الشأن الإيراني مصطفى النعيمي إن المحافظة لها أهمية بالنسبة لمشروع طهران في سورية، وتسعى من خلال وجودها فيها إلى تأمين الطرق البرية المؤدية إلى البحر المتوسط بالدرجة الأولى.

ويؤكد النعيمي في حديث لوكالة “سنا” أن هناك بُعداً آخر ديموغرافياً بخصوص مناطق الريف الشمالي التي تم تهجير أهلها منها، حيث أنها تعتبر أرضاً خصبة لتنفيذ مشاريع إيران.

ويرى النعيمي أن هناك مجموعة من المعطيات اجتمعت في حمص منها العسكرية والاقتصادية وأخرى ذات بعد ديموغرافي لبناء قواعد إيرانية فيها.

ومما يزيد اهتمام إيران بمحافظة حمص الداخلية التهديدات المستمرة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل بشن ضربات جوية ضد أهداف ومواقع في محافظة دير الزور وفي دمشق وريفها وكذلك في المنطقة الجنوبية الحدودية مع إسرائيل.

نشر التشيع حاضر في حمص

خلال الأشهر القليلة الماضية حاولت إيران بشكل واضح وصريح نشر المذهب الشيعي في مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، التي سيطر عليها نظام الأسد منتصف عام 2018.

كما أن الميليشيات الإيرانية أقامت طقوساً دينية في مدينتي الرستن وتلبيسة قبيل عدة أشهر، الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي.

وبحسب مصدر خاص لوكالة “سنا” فإن مجموعات من الميليشيات الإيرانية دخلت مدينتي تلبيسة والرستن سيراً على الأقدام تحمل رايات طائفية، وتجولت في بعض الأماكن العامة ومن ثم انصرفت.

وجاءت هذه المجموعات من منطقة جبل زين العابدين في ريف حماة الجنوبي، ورافقتها دوريات من فرع الأمن العسكري، وفقاً للمصدر.

وتعليقاً على ذلك، يقول الباحث مصطفى النعيمي إن إيران تعتمد على التغلغل في المجتمع السوري ونشر المذهب الشيعي مستغلة حالة الفقر والعوز لدى البعض، ومن ثم تقوم بتوظيف الفئات التي شيعتها في الترويج لمشروعها.

كما أن وجود مجتمع يدين بالولاء لإيران يعتبر ركيزة للانتقال نحو مراكز المدن والتي تعمل على السيطرة عليها من خلال المشاريع الاقتصادية، واستقطاب الشخصيات المؤثرة.

محاولات لتجنيد أبناء ريف حمص في صفوف الميليشيات الإيرانية

تعمل الميليشيات الإيرانية على استمالة أبناء ريف حمص الشمالي الذين وقعوا في أيار/ مايو عام 2018 على اتفاق “تسوية” برعاية من روسيا، ومن ثم التحق قسم منهم بـ”الفيلق الخامس”.

مصادر خاصة من ريف حمص تحدثت لوكالة “سنا” شريطة عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، عن كيفية ترغيب الميليشيات الإيرانية لأبناء المنطقة بالانضمام لها.

ومن ضمن المزايا التي تمنحها الميليشيات للمنتسبين لها، بطاقة أمنية تسمح لهم بالتحرك والتنقل دون تعرضهم للمضايقات على الحواجز التابعة لقوات الأسد، بالإضافة إلى الرواتب التي تفوق راتب المجند في قوات الأسد بأضعاف، فضلاً عن السماح لهم بتجارة وترويج المخدرات.

وبحسب المصادر فإن الميليشيات الإيرانية استغلت خلال الفترة الأخيرة غياب الجانب الروسي وعدم اهتمامه بالمنطقة، لتعزيز نفوذها والترويج لمشروعها، من خلال عناصر محليين يتبعون لها مهمتهم إقناع الشباب بالالتحاق بها.

جدير بالذكر أن مركز جسور للدراسات أصدر في تموز/ يوليو الماضي خرائط تحليلية أشار فيها إلى وجود 570 موقعاً للميليشيات الإيرانية في سورية، منها 67 في محافظة حمص.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار