خاص | وكالة سنا
تبدع أم محمد السيدة المهجّرة من مدينة حلب إلى منطقة صلوة بريف إدلب الشمالي في مهنة الرسم بالخرز، التي بدأت العمل بها كموهبة ثم تحولت لتسخرها إلى فن يحاكي واقع السوريين المرير، وما عانوا منه خلال السنوات الماضية وحرب نظام الأسد وروسيا عليهم.
وجدت السيدة أم محمد موهبتها وطورتها لتكون أداة تحارب فيها نظام الأسد، ومحاكاة كل ما تعرض له السوريون، تحت خيار المقاومة التي يمارسها السوريون ضد عدوهم الأسد الذي جلب الميليشيات لقتلهم.
أم محمد قالت لوكالة سنا إنها حاولت أن تجد سبلاً للعيش عن طريق موهبتها التي تتقنها وهي “الرسم بالخرز”، وتضيف أم محمد “نحن موجودون وقادرون على أن نؤمن قوتنا دون أن ننتظر المساعدات”.
أخذتنا أم محمد في جولة تعريفية حول القطع التي عملت عليها، من ضمنها قطعة شكلتها من قطع الخرز، تجسد ضمنها واقع الحال السوري، وما يعانيه السوريون في الوقت الحالي، من ظلم وغيره على يد نظام الأسد.
وحول فن الرسم بالخرز، تقول إنه قديم وجرى تطويره من خلال إضافة المواد إليه بحيث يكون هناك إمكانية لتشكيل الخرز ورسم أي لوحة على القطع، وتشير إلى أنه هناك أنواع يتم شغلها عبر نسجها على الخيط، وتطريزها على اللوحات.
“عمل الأجداد استوحيته وعدلت عليه، وأعطيته أسلوب معبر أكثر”، بهذه الكلمات تصف أم محمد عدة أشغال وقطع قامت بتنفيذها وطورتها لتناسب الواقع الحالي، وتسعى من خلال ذلك أم محمد إلى إحياء القطع التراثية القديمة وإعادة صياغتها بطرق تناسب المجتمع في الوقت الحالي.
موهبة الرسم بالخرز لم تندثر بل ما تزال موجودة وفق أم محمد، وتشير إلى أنها تسعى لتطوير والابتكار بما يحسن من القطع والأعمال التي يتم تنفيذها عبر الخرز.
العمل من أجل إحياء التراث ومصدر رزق
تقول أم محمد خلال حديثها لوكالة سنا إنها بدأت العمل في هذه المهنة لهدفين الأول هو إحياء هذا النوع من الفن، وإبقاء تراثه حاضراً في واقع السوريين، إضافة إلى أنها اتخذتها كمصدر رزق لكسب قوت يومها هي وعائلتها.
وأشارت إلى أنها تعمل على تنفيذ القطع والأعمال بناء على التواصي التي تصلها من قبل الزبائن الراغبين بالحصول على إحدى القطع التي تنفذها، خاصة العرائس والديكورات للمحال.
وفن الرسم بالخرز هو فن وموهبة عملت به الكثير من السيدات السوريات، وقلما يكون بيت عائلة سورية لا تتواجد فيه قطعة رُسمت بالخرز أو طُرزت فيه، وهو ما حافظت عليه السيدات حتى مطلع القرن الحالي، ليقتصر العمل عليه خلال الفترة الحالية لفئة محدودة لها نفس ورغبة في الحفاظ على إرث السوريين والحفاظ على تراثهم.
وتواصل السيدات السوريات الكفاح بشتى السبل والطرق، لإيصال صوت السوريين، وإحياء الإرث السوري والحفاظ عليه من الاندثار، والكفاح لتأمين العيش لعائلاتهن، عقب تهجيرهن قسراً من قبل نظام الأسد وروسيا، وفي ظل حالة عدم الاستقرار التي تمر بها سورية.