وكالة سنا – خاص
وضعت الجمعية الطبية الأمريكية السورية (سامز) الخميس 18 كانون الثاني حجر الأساس لإنشاء أول مدينة طبية في منطقة “بابسقا” شمال محافظة إدلب.
تعتبر المدينة الأولى من نوعها في الشمال السوري وحملت اسم “مدينة السامز الطبية”، وشارك في حفل الافتتاح، والي إقليم هاتاي التركي، ووفد من منظمة “آفاد” التركية، ونائب المنسق الإنساني الإقليمي في الأمم المتحدة، ديفيد كاردن، والذي تحدث خلال كلمة ألقاها عن تدهور الأوضاع الإنسانية في منطقة شمال غربي سورية، وخاصةً بعد كارثة زلزال شباط العام الماضي، والأعمال العدائية التي تشهدها المنطقة.
وحضر ممثلو المجتمع المدني المحلي ومنظمات دولية ومحلية، إلى جانب الدفاع المدني السوري، والمنتدى السوري، المشاركين في التحالف العملياتي مع “سامز”، في إنشاء المدينة الطبية، إلى جانب مشاريع خدمية أخرى في منطقة شمال غربي سورية.
وبحسب المكتب الإعلامي لمنظمة السامز، فإن المدينة الطبية تضم مستشفى بسعة تصل إلى 450 سريراً ومركزاً متخصصاً بعلاج الأورام الخبيثة، ومنشآت تعليمية وتدريبية تعزز الكفاءة الطبية والتعليم الصحي.
وقال لوكالة سنا: إن المشروع سيمثل خطوة مهمة جداً ونوعية نحو تعزيز الرعاية الصحية في شمال غرب سورية، وهذه المبادرة ليست مجرد افتتاح منشأة طبية جديدة، بل هي بداية رحلة فريدة تحمل في طياتها الأمل والمرونة والالتزام بالتغلب على تحديات الرعاية الصحية في منطقتنا، وندعو المجتمع الدولي والمحلي للمشاركة الفعّالة في هذه الرحلة.
خلق برنامج طبي إغاثي تعليمي
وفي كلمة ألقاها رئيس الجمعية الطبية السورية الأمريكية الدكتور مفضل حمادة في حفل وضع حجر الأساس، قال إن هذه الخطوة تمثل حلم الجالية الطبية السورية في المهجر- وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية – في خلق برنامج طبي إغاثي تعليمي يرفع مستوى الخدمات الطبية والتعليمية، ويقدم في الوقت نفسه أحدث ما تقدم إليه العلم والتكنولوجيا لخدمة أهلهم في سورية.
وأضاف أنه لطالما كان السوريون في أمريكا يتوقون لإطلاق مشروع كهذا لنقل أحدث الخبرات الطبية المتوافرة في أمريكا إلى بلدهم الأول، وهم على أمل أن يكون هذا المشروع بداية لمستقبل زاهر لسورية تتبعه مشاريع أخرى لتعزيز العلم والطب، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء المستقبل الذي تستحقه سورية.
ويأمل حمادة أن يكون هذا المشروع الحلم مثلاً أعلى للطب والمعرفة والبحث العلمي للمنطقة بأسرها، يساهم في رفع المستوى العلمي لسورية كاملة والمنطقة بأسرها .
وتمتاز مدينة سامز الطبية وفق حمادة بتصميمها الصديق للبيئة، حيث تعتمد الطاقة الخضراء والمتجددة، كما تتميز ببنية هندسية مقاومة للزلازل، وتوفر ممرات ومساحات خضراء لتحقيق التوازن بين الرعاية الطبية المقدمة وصحة البيئة.
تفاصيل المشروع
يهدف المشروع إلى إيجاد بيئة طبية تعليمية متكاملة وتقديم خدمات صحية شاملة للمجتمع في منطقة شمال غربي سورية، إلا أنه بالدرجة الأولى سيباشر في إنشاء مستشفى أكاديمي متخصص يضم 450 سريراً، و25 سرير عناية مركزة، و14 غرفة عمليات للاختصاصات الآتية: الجراحة العصبية، وجراحة الأطفال، وزراعة الحلزون، والجراحة القلبية، والسكتة الدماغية، وقثطرة القلب والتنظير الهضمي.
كما تشمل الخطة الأولى من المشروع، إنشاء مركز خاص بالأورام والسرطان، بهدف كفاية مرضى المنطقة وتأمين علاج طبي لهم، من دون الحاجة إلى السفر إلى تركيا أو مناطق أخرى، وسيتم تزويد هذه المرافق بأحدث التقنيات والتجهيزات لضمان تقديم رعاية صحية عالية الجودة، كما ستضم المدينة عدة مراكز وأقسام، منها مركز خاص بطب العيون والعيادات الطبية المتخصصة، ومؤسسات تعليمية.
إضافة للاهتمام بالتدريب والتعليم عبر مرافق تعليمية رائدة: كلية الطب وكلية التمريض، ومرافق تعليمية متطورة كمركز المحاكاة، وهذا يعزز قدرات مزودي الرعاية الصحية، وهو جانب مهم في تحسين جودة الرعاية الطبية، حيث تعتمد المدينة الطبية بنية تحتية تعكس الاهتمام بالطاقة الخضراء والمستدامة التزاماً بالبيئة النظيفة والحياة الصحية.
التحالف العملياتي
وفي وقت سابق وعقب زلزال 6 شباط الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية، أعلن مسؤولون في منظمات “الدفاع المدني السوري” و”الجمعية الطبية السورية الأمريكية، سامز” و”المنتدى السوري”، عن تشكيل تحالف عملياتي لتنسيق الجهود ضمن العمل الإنساني، وتقديم المساعدات والخدمات للمدنيين في شمالي غربي سورية.
وهدف التحالف بحسب القائمين عليه، هو تنفيذ برامج إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة من الزلزال، وإعادة تأهيل المرافق الحيوية لتقديم الخدمات الأساسية للمدنيين، على مستويات الصحة والتعليم والخدمات المعيشية الأساسية.
