أطلقت منظمة “تكافل الشام” الإنسانية مؤخراً مشروع “ازدهار”، لمساعدة الناس الأشد فقراً في مدينة سلقين بريف إدلب الغربي، عبر توزيع قسائم شراء إلكترونية لهم.
منسق مشروع “ازدهار”، حسين الخرفان، قال لوكالة سنا، إن المشروع انطلق وفق معايير محددة تم الشرح عنها في بداية المشروع، ويستهدف المشروع الناس الأكثر فقراً في مدينة سلقين، والعوائل التي يعيلها رجل كبير في السن أو امرأة، والعوائل التي فيها امرأة أرملة وأيتام، إضافة للعوائل التي تسكن منازل مهجورة أو غير صالحة للسكن.
وأضاف الخرفان، أن قيمة القسيمة الشرائية للشخص الواحد 13 دولاراً أمريكياً، وتزيد بحسب أفراد العائلة، وأعلى قيمة من خمسة أشخاص وما فوق، تبلغ 65 دولاراً أمريكياً.
مراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة
وتابع محدثنا، تعاقدنا مع محال تجارية لبيع المواد الغذائية والخضروات واللحوم، مشيراً إلى وجود فريق متخصص لنقل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من منازلهم ليصرفوا القسائم ثم تتم إعادتهم، كما أن المشروع على ثماني جولات متتالية، بدأ في الشهر السابع من 2023، وينتهي في الشهر السادس من العام الحالي.
الاحتياج كبير
وأشار الخرفان إلى أن الاحتياج كبير لدى العوائل الفقيرة في ظل الغلاء الكبير في الأسعار، كما أن القسيمة الشرائية تلبي جزءاً كبيراً من احتياج العوائل المستهدفة، إلا أنها لا تلبي كل الاحيتاجات.
ووفق الخرفان فإن منظمة تكافل الشام قدمت مشاريع مماثلة في مناطق متفرقة في إدلب، وتسعى إلى توسيع نطاق العمل في مناطق أخرى في شمال غربي سورية.
وتتربّع مدينة سلقين على سفح جبل، وفيها حارات ضيقة وأبنية طابقية شاهقة، وتقطنها قرابة 400 ألف نسمة، أكثر من نصفهم من المهجرين، وفيها سوق قديم يُشبه سوق المدينة القديم في حلب، وكان لها النصيب الأكبر من الزلزال، إذ وقعت فيها خسائر كارثية من ضحايا ودمار جزئي وكلّي في المنازل، وساهم انقطاع شبكة الإنترنت في تأخر فرق الإنقاذ في توجهها إلى المدينة.
وقال مهند سويد، وهو من أبناء قرية العلاني ومقيم في مدينة سلقين، إن الزلال تسبب بوفاة أخويه الاثنين مع عوائلهم في مدينة سلقين، ولم نستطع انتشالهم إلا بعد أن فارقوا الحياة، وتسبب الزلزال بمقتل المئات من قاطني المدينة.
وأضاف أنه في قرية العلاني غربي مدينة سلقين، توجد 750 عائلةً، بلغت نسبة المنازل المتضررة فيها 45%، وهي لم تعد صالحةً للسكن بسبب التصدع، كما أن العديد من مساحات الأراضي هبطت وحصلت فيها فجوات عميقة، وبدأت تخرج منها تربة أشبه بالرمل، بالقرب من نهر العاصي، مما تسبب بخسائر كبيرة للأهالي، مشيراً إلى أن المنطقة تعاني من نقص كبير في المساعدات الإنسانية.
وبحسب فريق “منسقو استجابة سوريا”، فقد ارتفعت أعداد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في سورية إلى 17.3 مليون نسمة في نسبة هي الأعلى منذ 2011 بزيادة 1.4 مليون مدني عن العام الماضي، وتظهر الأرقام بوجود 54 % من المحتاجين بدرجة شديدة و 22% بدرجة شديدة للغاية و1.3 % بدرجة كارثية.