أنهى القائمون على شركة سولف (شركة تقدّم استشارات وحلولاً مالية وتقنية وإدارية) المستوى الأول من برنامج “byte buddies”، لتعليم الأطفال البرمجة، في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي.
تعلّم الأطفال في هذه التدريبات كيفية تطوير الألعاب وغرافيك ديزاين وعلوم الحاسب، وكل طالب عمل على مشروع خاص فيه، وتنوعت المشاريع بين ألعاب الذكاء والبرامج التعليمية والتطبيقات بحسب اختيار الطفل.
أهمية التدريبات
وحول أهمية هذه التدريبات قال المدرب والخبير بالأمن الرقمي وتكنولوجيا المعلومات سامر خليل لوكالة سنا، إنه من الضروري تشجيع وتوجيه الأطفال لتعلم البرمجة لضمان مكان لهم في مستقبل قائم بشكل كامل على البرمجة، فعجلة التكنولوجيا تتحرك بسرعة كبيرة لتصبح أحد معايير الأمية الرقمية، مثلما كان استخدام الحاسوب والإنترنت بيوم من الأيام.
وأضاف خليل وهو أحد المدربين في البرنامج، أن التدريبات لا تجعل الطفل مبرمجاً، لكنها تتيح الفرصة للطفل ليتعرف على البرمجة ويتعلم أساسياتها، ثم يختار الطفل أو اليافع بين استكمال الرحلة أو التوقف عند الأساسيات، فالأمر هنا مثل تحدث لغة ثانية، قد نتقن كتابتها أولاً، أو تتحدث بطلاقة.
وتم التركيز في سلسلة بايت بوديز بحسب خليل على المهارات والمعارف الجديدة التي سيكتسبها الطفل أو اليافع خلال رحلة التعلم، وليس فقط تعلم البرمجة كأكواد وخوارزميات وحلقات.
ماهي التدريبات
وفق خليل فإن التدريبات للأطفال تتركز على مهارات التفكير العليا (التفكير الناقد، التفكير الإبداعي)، فخلال فترة التعلم سيواجه الأطفال مشكلات عديدة، وسيتعلمون كيفية حل هذه المشكلات وتقسيمها لأجزاء صغيرة وإيجاد حلول لها، بالإضافة لتعزيز وتنمية المنطق والتفكير المنهجي والتحليل والتخطيط، والأهم من ذلك هو كيفية صياغة الأفكار وتحويلها لبرامج وتطبيقات بطريقة إبداعية، إضافة لتعزيز مهارات التعاون والعمل الجماعي، من خلال العمل ضمن مجموعات عمل لتنفيذ مشروع لتعزيز قدرات التواصل والتعاون والقدرة على العمل كفريق، وتعزيز المعارف الصلبة، وهو شيء أساسي ولا بد منه، فمع مرور الوقت ومع تعلم البرمجة وتنفيذ تطبيقات، ستزداد معرفة الأطفال بمجال الرياضيات واللغة الإنكليزية وحتى الفيزياء والعلوم الأخرى، وفق ما قال سامر خليل.
وأضاف: إننا نعلّم الأطفال كيفية توظيف الحلول الرقمية بالمواقف الحياتية لمساعدتهم على فهم وتفسير العالم الرقمي المحيط بهم، وكيف تعمل البرامج والتطبيقات والتكنولوجيا التي نعتمد عليها بحياتنا اليومية، بالإضافة لسهولة استيعاب وفهم وتفسير التطورات بمجال التكنولوجيا.
وتابع محدثنا: نحن حريصون على تعزيز الوعي المستقل ووعي تقدير الذات، فبعد تعلم الأطفال كيفية برمجة التطبيقات والبرامج والألعاب، سيكتسبون ثقة بقدراتهم وسيشعرون بالرضا عن إنجازاتهم.
ويتألف البرنامج من 6 مستويات، مدة كل مستوى 4 أشهر، وفي نهاية كل مستوى يوجد مشروع على الأقل لكل طالب أو كل مجموعة، ويضم فريق البرنامج خبيراً في الأمن الرقمي وتكنولوجيا المعلومات، وخبيراً بالبرمجة والتدريب.
وتعتمد إستراتيجية التدريب في المستوى الأول بحسب خليل على حل الطفل لتمارين نسيمها challenge، فهنالك 10 مستويات من التحديات، بكل مستوى 13 تمريناً متدرج من السهل إلى الصعب، وبكل مستوى تحدٍ يتعلم الطفل شيئاً جديداً بالبرمجة، مثل تصميم الواجهات الرسومية أو التعرف على الحلقات التكرارية والمتغيرات.
وفي مرحلة المشاريع يتم تقسيمها إلى ثلاث مراحل “التخطيط، التنفيذ، التقييم”، وتضاف هنا مرحلة حسب قدرة الأطفال نسميها التطوير، لتطوير تطبيقات الألعاب التي نفذوها من خلال إضافة ميزات جديدة لها، وفق ما قال سامر خليل.
مجالات العمل
قال سامر خليل إن مجالات العمل المستقبلي في حال استمر الطفل أو اليافع بالتعلم، مرتبطة بداية في أن سوق العمل الحديث يعتمد بنسبة كبيرة على اختصاصات علوم الحاسب وبشكل أساسي البرمجة والطلب يزيد يومياً مع تطور التكنولوجيا وأساليبها، وتعلم الأطفال بسن مبكرة سيكسبهم أساساً قوياً في البرمجة ويهيئهم لدخول سوق العمل مستقبلاً.
ويمكن للطفل العمل مستقبلاً في عدة مجالات منها “مطور ويب، مطور برامج وتطبيقات، مطور ألعاب، مهندس ذكاء اصطناعي، مهندس روبوتات، محلل أمن رقمي، عالم بيانات”، والعديد من الفرص الأخرى.
مخيم دلني المعرفي
يستعد القائمون على مخيم دلني المعرفي الذي يعتبر أحد برامج المنتدى السوري، وبعد مرحلتين من المخيم، لإطلاق سلسلة تجريبية جديدة حول كيفية الحصول على استثمار للمشاريع.
ويهدف المخيم من تدريباته التقنية لتطوير المواهب التكنولوجية المحلية في الشمال السوري، لمساعدة الشباب في إيجاد فرص عمل والتخفيف من مشكلة البطالة، ودخول سوق العمل الرقمي.
وبرنامج “دلني” هو نواة ل500 شخص يستهدفهم البرنامج خلال العامين المقبلين، ويتم تدريب 100 شخص منهم في مخيمات البرنامج، أما الباقين انضموا إلى البرنامج بحسب خبرتهم المتوفرة.
وقال أحمد حلمي المسؤول الإداري لمخيم دلني المعرفي لوكالة سنا، إن المخيم هو إحدى مبادرات المنتدى السوري ضمن برنامج التمكين الاقتصادي المستحدث في 2023، ويسعى لتدريب الشباب وصقل مهاراتهم المهنية، لتطويرهم للدخول إلى بيئات عمل مختلفة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وأضاف حلمي: أطلقنا النسخة الثانية من مخيم دلني المعرفي بكتابة المحتوى لتحسين محركات البحث SEO، بعد النجاح المميز الذي أظهره شركاؤنا في المخيم الأول، وبعد إتمامهم ل120 ساعة تدريبية، تقسم الى قسمين، 60 ساعة بكتابة المحتوى SEO ، و60 ساعة بالمهارات الاحترافية، أتموا مشاريع تخرجهم، ومناقشتها مع الأساتذة المدربين، وعلى أساسها تم منحهم شهادات تخرج، في مجال كتابة المحتوى الاحترافي.
وأشار إلى أن الخريجين بعد أن أتموا 120 ساعة تدريبية، سيدخلون مرحلة الإرشاد المهني، والهدف منها تعزيز وجودهم الرقمي على وسائل التواصل الاجتماعي، وبناء سير ذاتية احترافية وخضوعهم لورشات عمل إضافية، وسيكون هناك فعاليات كفعالية دلني توك، والتي نستضيف من خلالها أشخاصاً مؤثرين وملهمين في الوطن العربي وسورية.
هذا وقد دفع الوضع الاقتصادي المتردي في شمال غربي سورية، نتيجة ارتفاع معدلات البطالة وانتشار الفقر وقلة فرص العمل، عدة مؤسسات تدريبية لإطلاق أفكار تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات والبرمجة، ليسهل على الشباب إيجاد فرص عمل عن بعد، من خلال فتح نافذة للعالم الخارجي، واستثمار الطاقات الشبابية الموجودة بالمنطقة، للانطلاق في عالم تكنولوجيا المعلومات.