قطعت فصائل محلية في السويداء أمس الخميس، طريق دمشق السويداء الرئيسي عند بلدة حزم، جنوبيّ سورية، وطرقاً أخرى مؤدية إلى مدينة السويداء، قبل أن تحتجز عدداً من الضباط والعناصر التابعين لقوات الأسد والقوى الأمنية، وذلك على خلفية اعتقال طالب جامعي في المدينة الجامعية بمحافظة اللاذقية قبل أكثر من شهرين.
وذكرت شبكة الراصد المحلية أن العقيد منار محمود، رئيس فرع الهجرة والجوازات في السويداء ومرافقه، وأحد قادة أفواج الجيش من بين المحتجزين، إضافة إلى ضباط آخرين.
وأضافت الشبكة أن الطالب الجامعي المعتقل داني عصام عبيد يدرس في كلية الاقتصاد بجامعة تشرين، وقد حرصت عائلته على سلوك طريق القضاء، لثقتهم بعدم وجود تهمة تستحق التوقيف، إلا أن مسار القضية لم يخرج عن الطابع الأمني، بالرغم من مثوله أمام القضاء.
وجاء اعتقال الطالب الجامعي عبيد “على خلفية الاحتجاجات الشعبية المستمرة في السويداء منذ ثمانية أشهر، ولم نحرك ساكناً منذ اعتقاله بناءً على طلب عائلته التي لجأت إلى القضاء، أملاً منها أن ينال حريته بطرق سلمية وقانونية ويعود إلى دراسته الجامعية، بالرغم من الأذى الجسدي والنفسي الذي لحق به”، بحسب ما نقلت صحيفة العربي الجديد عن مصدر من المجموعات المحتجة.
وأضاف “أما اليوم فقد بان للقاصي والداني أن هذه السلطات لا يحكمها قانون ولا تمثل للقضاء وعلى الجميع أن يتعامل معها كعصابة حاكمة ويعاملها بالمثل لينال الحد الأدنى من حقوقه”.
وذكر أحد المحتجين، أن المجموعات المحلية احتجزت عدداً من الضباط، من بينهم ضابط برتبة عميد ركن، وآخر برتبة عميد وملازم عند الحاجز المؤقت الذي نصبته على طريق دمشق السويداء في قرية حزم، إضافة إلى رئيس فرع الهجرة والجوازات وضابط آخر في مواقع أخرى.
وكان المحامي أيمن شيب الدين قد كتب على صفحته عبر “فيسبوك”، أن أجهزة الأمن اعتقلت الطالب داني عصام عبيد، من غرفته داخل حرم السكن الجامعي في اللاذقية، وأوسعته ضرباً أمام رفاقه، واقتادته إلى الأمن الجنائي في اللاذقية، ومن ثمّ الأمن السّياسي، ومن ثم قاضي التّحقيق في اللاذقية، الذي أمر بتوقيفه بجرم “النيل من هيبة الدولة” وإحالته خلال شهر من التوقيف ليحاكم في محكمة الجنايات باللاذقية.
وتساءل المحامي عن هيبة الدولة التي نال منها طالب جامعي لم يبلغ العشرين من عمره، بينما لم تنل منها كل الاحتلالات للبلاد.
آخر التطورات
فيما أفادت شبكة السويداء 24 المحلية أن “آل عبيد” أفرجوا عن ثلاثة ضباط من قوات الأسد بعد احتجازهم من مجموعات أهلية في السويداء أمس الخميس، رداً على استمرار اعتقال الأجهزة الأمنية للطالب الجامعي داني عبيد منذ أكثر من شهرين.
وأفاد مصدر مطلع للسويداء 24، أن وساطة تقدم بها عدة أشخاص، تقضي بالإفراج عن الضباط الثلاثة، مقابل وعود بإطلاق سراح المعتقل داني عبيد، يوم الاثنين القادم، وذلك بعد عمليات احتجاز نفذتها المجموعات الأهلية لأكثر من ستة ضباط وعناصر.
وبحسب المصدر، فإن الضباط الثلاثة الذين تم الإفراج عنهم، هم: العميد ركن مازن القصاص، والعميد محمود محمد، والملازم ويس فارس.
وكانت المجموعات الأهلية قد أفرجت أيضاً عن العقيد منار محمود، رئيس فرع الهجرة والجوازات التابعة لنظام الأسد في السويداء، بعد احتجازه خلال ساعات الصباح، نتيجة تدخل وساطات عديدة في سبيل الإفراج عنه.