توقفت خلال الأسابيع الماضية عدة شركات صناعية عامة عن العمل في المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد، واضطرت إداراتها إلى تسريح العمال لعدم القدرة عن تسديد الأجور.
وتحتاج المنشآت الصناعية العامة والخاصة كافة لحوامل طاقة كبيرة حتى تتمكن من الإنتاج، وبسبب انقطاع الكهرباء المتواصل لجأت جميعها لمولدات الكهرباء الضخمة العاملة على مادة المازوت.
ومنذ منتصف نيسان الماضي، توقفت شركة الأدوات الصحية والبورسلان التابعة للشركة السورية للإسمنت عن العمل، وسرحت عدداً كبيراً من العمال بسبب نقص توريدات مادة المازوت، إذ تحتاج شهرياً بين 170 و180 ألف ليتر مازوت، فيما لا يصلها من وزارة النفط إلا كميات قليلة جداً، بالكاد تُمكنها من إنارة المكاتب الإدارية وبعض المستودعات.
أما الشركة العامة لصناعة الزيوت في محافظة حماة، فإنها تحتاج شهرياً لـ 75 ألف ليتر مازوت، وجراء شح المادة لدى مؤسسات نظام الأسد، تحولت منذ شهر للعمل لصالح القطاع الخاص الذي يؤمن مادة المازوت من السوق السوداء.
أما معمل صهر الخردة التابع للشركة العامة للمنتجات الحديدية والفولاذية، فإنه توقف عن العمل هذا الأسبوع بسبب ندرة مادة المازوت، وسرح عماله أيضاً، إذ تبلغ حاجته الشهرية من المازوت نحو 170 ألف ليتر.
وقد سجل سعر ليتر المازوت في السوق السوداء أسعاراً جديدة إثر تزايد الطلب عليه، حيث وصل إلى ما بين 4500 و6500 ليرة سورية.
وفي ذات الوقت الذي تتوقف فيه منشآت صناعية سورية عن العمل، وبالتزامن مع هجرة رجال الأعمال السوريين، بدأت إيران منذ مدة بزرع أوتادها وتهيئة الظروف لملء الفراغ، ذلك بعد أن أتاح لها نظام الأسد التوغل داخل سورية، ومنح شركاتها التراخيص والتسهيلات اللازمة.
يُذكر أن نظام الأسد منح مطلع الشهر الحالي التراخيص اللازمة لعمل 13 شركة إيرانية جديدة تنشط في عديد من القطاعات الحيوية.