5.4 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

ممارسات انتقامية من قبل ميليشيا قسد بعد وقف القتال في دير الزور

وكالة سنا – خاص

خرجت ميليشيا قسد ببيان نشرته على صفحتها أعلنت فيه وقف ما أسمته عمليّة “تعزيز الأمن”، والتي استهدفت –حسب البيان- بدرجة أساسيّة خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيّ، إضافة إلى ملاحقة تجّار المُخّدرات والعناصر الإجراميّة المطلوبة للعدالة أمام مؤسَّسات العدالة في دير الزور لارتكابها جرائم بحَقِّ الأهالي والمؤسَّسات العامَّة.
واتهم البيان “بعض القوى”، وسمّى نظام الأسد وتركيا بـ “توجيه الأحداث لمنحى آخر”، بتوريط بعض الشخصيات الموالية لهم وإدخال العناصر المُسلَّحة إلى قرى دير الزور، عن طريق التوغل من الضفَّةِ الغربيّة لنهر الفرات والاتحاد مع الخلايا المسلحة التابعة للنظام، تحت مسمى “جيش العشائر” الذي هو تنظيم أمني تابع للنظام مباشرة.
وأضاف البيان “إنّ التواصل المستمر بين ميليشيا قسد وأهالي المنطقة واطّلاعها المستمرّ على مجريات العمليّة، أغلق الطريق أمام المتربِّصين بزعزعة أمن المنطقة، وأوصلت العمليّة إلى النجاح”، حسب كلامها.
ولفتت ميليشيا قسد إلى أنَّ “المشاكل والتوتّرات اندلعت في 5 قرى فقط من أصل 125 قرية ومنطقة” خاضعة لسيطرة ميليشيا قسد في دير الزور، وفي تناقض واضح عاد البيان ليوضح أنّ ميليشيا قسد مشطت أكثر من 90 قرية في الريفين الغربي والشمالي لدير الزور، خلال اليومين الأوليين للعملية التي قالت: “إنها سارت كما هو مخطط لها”.

وأفاد الصحفي عهد الصليبي في تصريح خاص لوكالة “سنا” بأنّ ميليشيا قسد أعادت تثبيت نقاطها في قرى وبلدات منطقة الشعيطات شرقي دير الزور، تزامناً مع حملة تمشيط ومداهمات انتقامية في المنطقة، ونفذت عمليات دهم واعتقال بعدة مناطق بدير الزور، كما قام عناصر ميليشيات قسد بسرقة بعض المنازل والمحال التجارية، تزامناً مع استمرار حواجزها بتفتيش الهواتف المحمولة الخاصة بالمدنيين بحثاً عن مواد مصورة تخص الحراك الأخير بدير الزور.
وأفاد الصليبي عن مصادر خاصة أنّ الأهالي عثروا على جثة شاب مدني يدعى “زاهر العبود”، بين بلدتي ذيبان والطيانة شرقي دير الزور، وظهر على الجثة آثار تعذيب، حيث كان “العبود” قد عاد إلى منزله قبل يومين، بعد أن نزح منه قبل عدة أيام نتيجة خوفه من الاعتقال من قبل ميليشيا قسد ونصح الأهالي والجيران له بالمغادرة.
كما اعتقل طبيب وممرض بمدينة البصيرة، على يد ميليشيا قسد تم إطلاق سراحهما بعد تفتيش جوالاتهما، مؤكداً وجود مفقودين يقدروا بالعشرات لا يعرف مصيرهم لحد الآن.
في حين قالت شبكة عين الفرات المحلية: إن ميليشيا قسد نفت عدداً من أبناء بلدة ذيبان شرقي دير الزور إلى خارج المحافظة بعد أيام من اعتقالهم على خلفية الاشتباكات الدائرة بينها وبين أبناء العشائر.
وذكرت نقلا عن مصادر فإن ميليشيا قسد، أجبرت عدداً من أبناء بلدة ذيبان على قبول نفيهم مقابل الإفراج عنهم، ولقد اشترطت على هؤلاء الأشخاص الحصول على موافقة منها فيما بعد، في حال رغبتهم بزيارة ذويهم في البلدة.

وأوضح الصحفي “عهد الصليبي” المختص بشؤون شرق سورية، أن الأحداث التي حصلت كانت نتيجة هجوم قسد واعتقال ما يقارب 40 من قيادات المجلس العسكري لدير الزور التابع لقيادة قسد وعلى رأسهم “أحمد الخبيل” المعروف بـ “أبو خولة”، والذي -حسب رأيه- وصل لمرحلة “شبه الاستقلال” عن قيادة ميليشيا قسد والذي ضم ما يقارب 15ألف عنصر من أبناء عشائر دير الزور، والذي عبّر في مناسبات عدة على أنه شريك لـميليشيا قسد منبهاً إلى عدم امتثاله لأوامر الأخيرة.

وأضاف “الصليبي” أنّ قسد لم تكتف بحل المجلس العسكري لدير الزور وفصل قياداته، ولكن أرادت بسط سيطرتها على المواقع والبلدات التي كانت تحت سيطرة المجلس، من خلال الإرهاب والتخويف لأهالي المنطقة، فمارست انتهاكات في حق المدنيين في بلدة العزبة، وتل الضمان، والجاسمي، والحريجية، في شمال مدينة دير الزور، ونفذت مجزرة في حق مصلين خارجين من الجامع بعد صلاة الظهر في بلدة الجرزي شرق دير الزور، وذلك إثر اقتحامها وفتح النار على المصلين والتي نتج عنها 16 مدنياً بين شهيد وجريح.
وأشار إلى أن المدنيين في كثير من المناطق في ريف دير الزور يعيشون أوضاعاً صعبة نتيجة استمرار المداهمات وحظر التجول، ونقص في المواد الغذائية والمحروقات والأدوية، وانقطاع المياه في بعض المناطق منذ اندلاع الاشتباكات.

وعن موقف قوات التحالف شرح “الصليبي” بأن قوات التحالف لم يكن لها دور واضح ومباشر، ولكن أوصلت رسالة مزدوجة لطرفي الصراع، أرادت إيصال رسالة لقسد على أنها قد تغرق بأي لحظة في المحيط العشائري العربي وأنهم لولا دعم التحالف لها لن تصمد في حال وقفت العشائر وهبت في وجههم، وهذا جاء في سياق الأخبار المتداولة عن رفض ميليشيا قسد للانضمام لتحالف تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على إنشائه، لمواجهة التهديد الإيراني في المنطقة، ولإغلاق المعابر ولا سيما البوكمال في وجه المدد الايراني لمساندة الأسد.

والرسالة الأخرى للمكون العربي والعشائري أنّ ميليشيا قسد ما زالت الشريك المدعوم من التحالف وظهر –حسب الصليبي- من خلال خروج الأرتال العسكرية من قاعدة حقل العمر وحقل كونيكو والتي هي تحت سيطرة التحالف بشكل مباشر، كما انطلقت المسيرات التابعة لقسد من قاعدة التحالف في حقل العمر.

وعن موقف نظام الأسد مما حصل قال “الصليبي” إنّ النظام فشل في محاولاته لاستثمار الأحداث لصالحه، وتصوير الواقع على أنّ هناك مقاومة شعبية ضد الاحتلال الأمريكي، وقد يكون التحالف عمل على إنهاء الأحداث سريعاً لكي لا تتفاقم الأمور، ولمنع دخول قوات الأسد والميليشيات الإيرانية على خط الاشتباكات.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار