16.3 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

الأمراض التنفسية الحادة تنتشر في شمال غربي سورية، والصحة العالمية تحذر من متحور جديد

تشهد منطقة شمال غربي سورية تزايداً واضحاً في الأمراض التنفسية الحادة، حيث تظهر بيانات الإبلاغ الأسبوعي من المراكز المبلغة لـ”شبكة الإنذار المبكر” تزايداً في عدد حالات المرض الشبيه بالإنفلونزا (ILI)، والمرض التنفسي الحاد الشديد (SARI).

وتظهر البيانات ارتفاعاً في عدد الحالات من كلتا المتلازمتين، حيث باتت أعلى من المعدل السنوي، “وخصوصاً سنة 2021 التي واجه العالم فيها جائحة موجة المتغاير دلتا من مرض كوفيد”.

ويشير الأطباء المختصون إلى أن السبب الرئيس في تلك الجائحة يعود إلى تغير الطقس واستخدام مدافئ الفحم والحطب ذات الاحتراق غير الكامل، ومن الممكن أن تكون قد أدت لزيادة شدة الأعراض والزيادة المتوقعة في الحالات الموسمية التنفسية الإنتانية.

هل سيعود كوفيد19؟

قال مدير شبكة الإنذار المبكر في وحدة تنسيق الدعم الدكتور ياسر فروح لوكالة سنا، إن الجوائح الوبائية الناجمة عن وجود فيروسات تنفسية لم تكن جائحة كورونا أولها ولن تكون نهايتها، وعلى مر التاريخ ومع تطور العلم الطبي كانت هناك جوائح مميتة أكثر من الكورونا، وهذا الأمر لن يتوقف، بسبب طبيعة الفيروسات التنفسية، فلديها القابلية على التغير والتكيف والتهرب من الجهاز المناعي وتحدث المرض.

وأشار فروح إلى أن سيناريو كورونا من الممكن أن يتكرر، مؤكداً أن هناك دروساً مستفادة من جائحة كورونا، وأهمها كيفية التعامل مع الجوائح التنفسية في منطقة شمال غربي سورية، إضافة للخبرات التي اكتسبتها الكوادر الطبية من أطباء وممرضين، مثل كيفية العناية المشددة، وتدبير الأمراض التنفسية الحادة في الأجنحة.

وأضاف أن استطاعة القطاع الصحي في هذه الفترة قد تحسنت، ولا سيما فيما يخص أجهزة التنفس الاصطناعي، أو التعامل مع الأجهزة الطبية التي استلمها القطاع الصحي خلال جائحة كورونا، الذي ساهم من رفع سوية القطاع الصحي في الشمال السوري لهكذا جوائح.

ويواجه القطاع الصحي حالياً التعامل مع موجة حادة من الأمراض التنفسية في فصل الشتاء، وهو المعدل الأعلى منذ خمس سنوات وفق فروح، مشيراً إلى أنه في الأسبوعين الماضيين تتحدث الأرقام عن حالات الأمراض التنفسية المقبولة في المشافي عند الأطفال، بأنها أعلى من نسبة الأمراض التي أصابت الأطفال في جائحة كورونا.

ومع هشاشة النظام الصحي في الشمال السوري، إلا أن فروح يعتبره قادراً على تدبير الحالات وتأمين الأماكن للمرضى الذين يحتاجون أجهزة تنفس صناعي، أو أوكسجين أو قبول في المشفى.

ويأمل فروح أن يبقى النظام الصحي متماسكاً في الشمال السوري وأن يكون قادراً على استقبال الحالات، مشيراً إلى أن النظام الصحي ليس بالمثالي، لكنه أفضل من الحال الذي كان عليه قبل جائحة كورونا.

أرقام قياسية

وبحسب الفروح فإن المنطقة تشهد انتشار أمراض تنفسية حادة، وقد سجل رقم قياسي منذ خمس سنوات، وهي الأمراض الشبيهة بالأنفلونزا أو الكريب العادي والحالات التي تستدعي الدخول للمشفى مثل أمراض ذات الرئة، فشبكة الإنذار المبكر تراقب هذه الأمراض وتجري التحاليل لعينات معينة لمعرفة السبب الممرض.

وأضاف أن الحالات تضاعفت عن المعدل السنوي، وهذا يشير إلى وجود مشكلة فيما يخص الفيروسات التي تجول في المنطقة، والذي تبين من خلال نتائج تحليل الـ” بي سي آر (PCR)” أنه فيروس تنفسي مخلوي “آر إس في” (RSV) ، الذي يسبب أمراضاً ووفيات بنسب عالية عند الأطفال الصغار الأقل من 5 سنوات، والأقل من سنتين على وجه الخصوص، ومن الملاحظ وجود إصابات لدى باقي الفئات العمرية أيضاً.

وأوضح أن تأثيره شديد على الأطفال خاصة بعمر ما دون 12 شهراً، إضافة لكبار السنة ما فوق ال65 سنة، مشيراً إلى أن إجراءات الحماية العالمية مثل ارتداء الكمامة وتحديدات السفر، ساهمت بالحد من انتشار الأمراض التنفسية الحادة، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد أي إجراءات متبعة أو قيود سفر، فالجميع توقع أن تكون هناك موجة أمراض تنفسية حادة تؤدي إلى حصول وفيات بنسب عالية.

وقال إن العالم بدأ يشهد انتشار فيروسات تنفسية وكذلك في منطقة شمال غربي سورية، ولوحظ في الأسبوعين الماضيين أن 85% من الأمراض التنفسية الحادة مثل ذات الرئة قد دخلت المشافي.

متحور جديد

أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً جديداً بشأن المتحور الجديد لفيروس كورونا “JN.1″، الذي بدأ يتصاعد في عدد من بلدان العالم بسرعة فائقة، ما أثار الخوف والفزع من تكرار تجربة “كوفيد-19” القاسية.

وصنّفت منظمة الصحة العالمية المتحور الجديد “JN.1” على أنّه “مثير للاهتمام”، وهو منفصل عن السلالة الأم (BA.2.86)، بعد تصنيفه سابقاً على أنّه جزء فرعي من تلك السلالة.

وناشدت المواطنين باتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من العدوى والأمراض الخطيرة، عن طريق استخدام جميع الأدوات المتاحة، على رأسها الكمامة، وذلك بعد تصنيف الفيروس بأنّه شديد العدوى وينتشر بسرعة فائقة.

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأنّها تراقب الأدلة والبيانات الخاصة بهذا المتحور، وستعمل على تحديث المخاطر بحسب الحاجة، مشيرة إلى أن اللقاحات الحالية تستمر في توفير الحماية من الإصابات الخطيرة والوفاة الناجمة عن كل متغيرات فيروس “كوفيد-19″، بما في ذلك فيروس “JN.1”.

وأضافت أنّ “كوفيد-19 ليس مرض الجهاز التنفسي الوحيد المنتشر، بل إنّ حالات الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي والالتهاب الرئوي الشائع لدى الأطفال، آخذة في الارتفاع”.

اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية

وأوصت المنظمة باتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من العدوى وذلك عبر استخدام جميع الأدوات المتاحة، والتي تشمل: “ارتداء الأقنعة في المناطق المزدحمة أو المغلقة أو سيئة التهوية، وممارسة آداب التنفس وتغطية الوجه في أثناء السعال والعطس، وغسيل الأيدي بانتظام، وتلقي لقاح الإنفلونزا للأشخاص الأكثر عرضة للإصابات الشديدة، والبقاء في المنزل عند الإصابة بالمرض، وإجراء فحص التشخيص في حالة ظهور أعراض المرض أو مخالطة شخص مصاب بالإنفلونزا أو “كوفيد-19”.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار