8.4 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

علي مملوك رجل روسيا الأول… بين الإطاحة والتهميش

قالت وكالة “سبوتنيك” الروسية، يوم الخميس 18 كانون الثاني، إن رئيس مكتب “الأمن القومي” علي مملوك دخل المستشفى إثر وعكة صحية، وذلك بعد ورود أنباء عن إبعاده من منصبه وتعيينه مستشاراً لرئيس النظام المجرم بشار الأسد.

وتحدثت وسائل إعلام محلية أن علي مملوك تعرض لمحاولة اغتيال على طريق دمر – دمشق، وكان معه ضابط روسي الذي قتل نتيجة الاستهداف، بينما تم نقل علي مملوك إلى المستشفى بسبب إصابته البالغة حسب المصادر.

رجل روسيا الأول

وكان المجرم بشار الأسد قد استبدل منذ أيام رئاسة مكتب “الأمن القومي علي مملوك، وعينه مستشاراً أمنياً له، كما عيّن عدداً من الضباط المدرجين على قوائم العقوبات الأوروبية والأميركية، ولهم سجل حافل في القمع، بمناصب قيادية في الأجهزة الأمنية المتعددة.

وقالت مصادر سياسية لوكالة سنا، إنها لا تستبعد مقتل علي مملوك، رجل روسيا الأول والمنفذ لمشاريعها، والتي كانت تعده لمرحلة قادمة وتهيئ له دوراً سياسياً فيها، وقد كان مملوك على خلاف مع التوجه الإيراني في سورية، حيث تأتي عملية التعيينات الأخيرة في سياق إعادة الهيكلة لهذه الأجهزة الأمنية وتحت إشراف روسي.

وكان لعلي مملوك دور بارز في قمع السوريين منذ الانتفاضة الأولى في الثورة السورية، وهو ما دفع دولاً أوروبية والولايات المتحدة إلى فرض عقوبات عليه، كما صدرت عام 2018 بحق مملوك مذكرة توقيف من قبل القضاء الفرنسي بتهم “التواطؤ مع أعمال تعذيب وتواطؤ مع الاختفاءات القسريةً، والتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجنح حرب”.

خدم الأب والابن

اللواء مملوك تخرج من كلية الكيمياء بجامعة دمشق في بداية حقبة المجرم حافظ الأسد، والتحق بالجيش ليؤدي خدمته العسكرية، حيث فُرِز إلى “المخابرات الجوية”، وعينه العميد محمد الخولي، مدير “المخابرات الجوية” حينها كضابط عامل في إدارته.

وأولى مهمات علي مملوك، كانت قيادة مفرزة الحماية الشخصية لعبد الحليم خدام، عقب تعرضه لمحاولة اغتيال في الإمارات العربية المتحدة سنة 1977، وطلبه تأمين حماية “موثوقة للغاية”، فرشح له الخولي، الضابط علي مملوك، الذي كان يحمل رتبة نقيب.

وتدرج علي مملوك المولود في عام 1946 في دمشق، في المناصب داخل الأجهزة الأمنية منذ سبعينيات القرن الماضي، فهو من مؤسسي جهاز الاستخبارات الجوية، الجهاز الأكثر وحشية في التعامل مع السوريين، كما شغل منذ عام 2005 منصب مدير جهاز “أمن الدولة”، ثم أصبح رئيساً لمكتب “الأمن القومي” برتبة وزير، بدلاً من هشام بختيار الذي قتل متأثراً بجروح أصيب بها في تفجير بدمشق في 18 تموز 2012 الذي استهدف مقر مكتب “الأمن القومي”.

التعيينات الجديدة

وعيّن المجرم بشار الأسد، اللواء كفاح ملحم، المدرج على لائحة العقوبات الأميركية، رئيساً لمكتب “الأمن القومي”، خلفاً لمملوك، وكان الملحم رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية منذ آذار 2019، ويتحدر من بلدة جنينة رسلان التابعة لمحافظة طرطوس الساحلية غرب سورية، وأدرج في 22 كانون الأول 2020 على قائمة العقوبات الأميركية، لدوره في قمع السوريين المعارضين لنظام الأسد خلال سنوات الثورة السورية.

كما عيّن المجرم بشار الأسد اللواء كمال حسن، المُدرج على لائحة العقوبات الأميركية، رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية خلفاً لملحم، وكان الأسد قد أصدر مرسوماً مطلع تموز الماضي يقضي بترقية مجموعة من الضباط في الفروع الأمنية، شملت حسن، الذي جرى ترفيعه إلى رتبة لواء ركن، ونقله من رئاسة فرع المنطقة (227) في دمشق إلى نائب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في سورية.

وينتمي هؤلاء الضباط إلى الطائفة العلوية، التي زُجّ بها في مواجهة الحراك الثوري الذي بدأ في ربيع عام 2011، فقُتل عدد كبير من أبنائها في المواجهات منذ ذلك الحين.

وكان الأسد قد عيّن مطلع كانون الثاني الحالي، قحطان خليل، المعروف بلقب “جزّار داريا”، مديراً لإدارة الاستخبارات الجوية، خلفاً لغسان إسماعيل الذي شغل المنصب منذ تموز 2019. كما عيّن أيضاً عدداً من مرتكبي المجازر خلال سنوات الثورة، بحسب مصادر، في مناصب قيادية في قواته، منهم العميد الركن ثائر أحمد عجيب، الذي أصبح رئيساً لأركان الفرقة الثالثة مدرعات، واللواء أكرم إبراهيم سليمان، والذي أصبح قائداً للفرقة 24 دفاع جوي، واللواء الطيار عادل جاد الله قيصر رئيساً لأركان القوى الجوية، واللواء الطيار توفيق أحمد خضور قائداً للقوى الجوية والدفاع الجوي.

من جهتها، أكدت شبكة “الراصد” الإخبارية السورية أن قراراً صدر بحل الفرع الاقتصادي في شعبة الاستخبارات العامة (أمن الدولة)، وتوزيع عناصره على باقي أقسام الشعبة، مشيرة إلى صدور تعميم من مكتب “الأمن القومي” بعدم دخول أي عنصر من أي فرع أمني إلى أي مؤسسة من مؤسسات الدولة بمهام أمنية.

نظام الأسد يعيد إنتاج نفسه

قالت صحيفة المدن في تعليقها على التعيينات الأخيرة في الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، إنه “نظام مضاد للسياسة”، لم يتغير، بل هو يعيد إنتاج نفسه بالطريقة ذاتها، أي التوليفة العصبية الطائفية والعرقية البدائية، التي تقبع فوقها عائلة الأسد، والنظام ما زال متمسكاً بالعنف والترهيب كأسلوب لاكتساب السلطة، وتوزيع الغنائم بين “جلاديه” كوسيلة للمحافظة عليها، وهي صفات مضادة للسياسة بمفهومها المعاصر، وهنا تكمن فرصة المعارضة السورية، التي ينبغي لها أن تكون أكثر سياسية ومرونة وقدرة على التكيف مع الظروف.

يشار إلى أن هناك صراعاً خفياً بين موسكو وطهران على القرار في سورية، ونظام الأسد لم يعد له أي دور عسكري أو أمني في مناطق سيطرته، والتعيينات الأمنية والعسكرية الجديدة كانت بترتيب روسي.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار