افتتح عدد من المهندسين والمهتمين بشأن التعليم البرمجي والإلكتروني الأكاديمية الدولية للتعليم في مدينة عفرين شمال غربي محافظة حلب، وذلك بهدف توفير بيئة تعليمية مبتكرة عبر عدد من الأكاديميين المختصين.
تضم الأكاديمية عدة برامج بمستويات متعددة منها ما هو موجه للأطفال ومنها ما هو موجه للشباب، والراغبين في الاحتراف، بهدف توفير فرص تعليمية تقنية وتكنولوجية.
وبحسب مدير الأكاديمية المهندس محمد العشوة فإن الأكاديمية تشمل برامج ” الذكاء الاصطناعي، البرمجة والروبوتيك، برامج الحاسوب، الحساب الذهني، ألعاب الذكاء، صعوبات التعلم والمشاكل السلوكية عند الأطفال، المونتيسوري، اللغات (الإنكليزية – التركية – العربية – الألمانية – الكردية)”.
إضافة لـ” صيانة الموبايل هارد وين، سوفت وير، صيانة الحاسوب هارد وير، سوفت وير، صيانة الإلكترونيات والكهربائيات، التجارة الإلكترونية، المحاسبة والإدارة، الإعلام والتصوير، التصميم والمونتاج والدوبلاج، الحرف المهنية واليدوية، برامج إعداد المدربين، الشبكات والأنترنت، أنظمة الطاقة البديلة، برامج التنمية البشرية، التمريض والإسعافات الأولية، برامج الإرشاد الأسري، برامج الحماية الاجتماعية، الخط والرسم.
وقال محمد العشوة لوكالة سنا، إن الأكاديمية هي تعليمية متخصصة في تقديم برامج تعليمية تلبي احتياجات العصر بمستوى عالٍ ومتطور، وتسعى إلى تطوير مهارات وقدرات الطلاب وحثهم على الإبداع، وتهدف إلى تحقيق التميز في التعليم من خلال تقديم خدمات تعليمية عالية الجودة ومبتكرة تناسب اهتمامات وطموحات الطلاب، وتعمل على دمج التكنولوجيا في التعليم لمواكبة التطور العلمي العالمي، وتقدم برامج تدريبية مهنية للشباب بشكل احترافي لتهيئتهم للخوض في سوق العمل بكل ثقة وتميز.
تعليم البرمجة للأطفال
وتابع محدثنا: إن نظام البرمجة يساعد على تمكين الأطفال من كافة الأعمار لكي يصبحوا صانعي التكنولوجيا في المستقبل من خلال الاستفادة من قدرتهم على إحياء خيالهم.
وأشار إلى أن التكنولوجيا تُعد سائدة في كل جانب من جوانب حياتنا اليومية، وقد أحدثت ثورة في عالم اليوم، كالسيارات ذاتية القيادة، والجراحة بمساعدة الروبوت الآلي، إضافة لوسائل التواصل الاجتماعي والخدمات المصرفية، والحفاظ على البيئة، حيث أصبح فهم كيفية البرمجة مهارة أساسية للمنافسة بها في المدرسة وفي العمالة.
فجوة في التعليم التكنولوجي
وأضاف العشوة أنه بسبب ظروف الحرب على مدار 12 عاماً أصبح لدينا فجوة واسعة في التعليم التكنولوجي، فمن واجبنا العمل على تدارك الوضع، وأن نسارع لبناء جيل محب وشغوف بالتكنولوجيا والبرمجة، ولذلك توجب علينا الاستثمار في الأطفال لأنهم هم علماء ومبتكرو الغد، فعلينا أن نساعدهم ليكونوا عباقرة المستقبل، على حد تعبيره.
وعن المنهاج التعليمي في الأكاديمية، قال العشوة إن الأكاديمية تضم العديد من الأنشطة والتدريبات الموجهة للأطفال كالحساب الذهني وألعاب الذكاء والمونتيسوري واللغات والبرمجة والروبوتيك وبرامج الحاسوب، وهذه التدريبات تكون وفق مستويات تناسب أعمار الأطفال، حيث إن لكل عمر تدريبات معينة يستطيع الطفل فهمها واستيعابها والتعامل معها بشكل جيد.
وطرح العشوة مثالاً في هذا السياق: “نبدأ مع الأطفال بعمر 6 سنوات بتدريبات السكراتش في البرمجة، ثم ننتقل بعمر 12سنة لتدريبات الآردوينو والحساسات والمستشعرات والروبوتات، ثم ننتقل لمستويات أعلى مخصصة للشباب وحتى نصل المستويات الاحترافية في البرمجة والتعامل مع لغات البرمجة ومكنات ال cnc والطابعات ثلاثية الأبعاد وغيرها الكثير في هذا المجال الواسع”.
إضافة إلى أن كل مجال من مجالاتنا الأخرى نسير فيه بنفس الطريقة، ومناهجنا معتمدة من أكاديميات ومؤسسات تعليمية معتبرة في إسطنبول (كمؤسسة إيما سمارت ومجموعة البرامج الدولية IPG)، وأكاديمية غلوبال في أمريكا وبريطانيا، والمركز الدولي للتدريب في مصر، وكل جهة من هذه الجهات تختص ببرامج معينة، وفق ما قال لوكالة سنا.
التحديات
ومن أهم الصعوبات التي تواجه عمل الأكاديمية وفق العشوة، هو أن شريحة كبيرة في المجتمع غير مدركة لأهمية العديد من البرامج وضرورة تعليمها للأطفال والشباب وجعلهم مبدعين فيها، كالبرمجة والذكاء الاصطناعي وحتى الحساب الذهني والمونتيسوري وألعاب الذكاء للأطفال، وعلاج هذا التحدي يقع على عاتق الإعلام بشكل كبير لأنه القادر على توعية المجتمع وإيصال الأفكار للناس بشكل واسع ومؤثر، كما أن التكاليف المالية مرتفعة جداً لتجهيز الأدوات والوسائل التعليمية والأجهزة والمستلزمات للقيام بكثير من تدريباتنا في مجالات التكنولوجيا المختلفة.
يؤمن القائمون على الأكاديمية أن مستقبل تعليم الأطفال للبرمجة في شمال غربي سورية في طريقه للتطور والازدهار بشكل كبير، ويرون أن التطور العلمي السريع في العالم يقابله رغبة شديدة وحماس كبير لدى الجيل القادم لمواكبة هذا التطور العالمي، في ظل روح الإبداع لدى الأطفال والشباب.
وختم العشوة أنه يتوجب علينا العمل معاً لتهيئة السبل اللازمة لصقل مهارات الأطفال والشباب، وحثهم على الإبداع.
هذا وقد دفع الوضع الاقتصادي المتردي في شمال غربي سورية، نتيجة ارتفاع معدلات البطالة وانتشار الفقر، وقلة فرص، عدة مؤسسات تدريبية لإطلاق أفكار تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات والبرمجة، ليسهل على الشباب ايجاد فرص عمل عن بعد، من خلال فتح نافذة للعالم الخارجي، واستثمار الطاقات الشبابية الموجودة بالمنطقة، للانطلاق في عالم تكنولوجيا المعلومات.