يمر عيد الفطر الثالث عشر على السوريين في شتى دول العالم، مع مزيد من الشتات ومزيد من الفقر والعوز، في ظل عدم وجود حلول تنهي الحرب الدائرة في الأفق القريب، الأمر الذي انعكس على فرحتهم وممارساتهم لطقوس العيد.
يخفي عامر موسى حزنه في ابتسامة اصطنعها، ليستقبل التبريكات بعد صلاة العيد في منزل أحد أقاربه في منطقة سلقين، بعد ألقت به الأقدار في الشمال السوري بسبب ترحيله من تركيا، وهو في وجهته إلى أوربا.
وقال الشاب الثلاثيني لوكالة سنا، إن أكثر ما يحزنني في العيد هو وفاة أمي منذ عدة أيام في شهر رمضان، وأنا بعيد عنها، وألتفت من حولي ولا أجد أحداً من أهلي، وعقلي مشغول في كيفية المحاولة للسفر إلى أوروبا، بعد رحلة مريرة في المحاولة للعبور إلى اليونان.
فيما لا تغيب عبارة “إن شاء العيد الجاي نعايدكم ببلادنا”، عن لسان المهجرين السوريين في شمال غربي البلاد، ليزرعوا الأمل في أنفسهم وأولادهم بأن الفرج قريب، كلهم أمل أن يكون العيد القادم في بلادهم التي هجرتهم منها قوات الأسد.
يجمعنا الـ”واتساب”
لم تكتمل فرحة المهجر من جنوب حلب إلى ريف إدلب مصطفى حامد بعيد الفطر، بسبب بُعده عن والديه وأولاده الاثنين، فقد حالت ظروف الحرب من اجتماعهم في مباركات العيد، مكتفياً باتصال فيديو على برنامج واتساب.
وقال لوكالة سنا، إن أغلب السوريين بات اجتماعهم في المناسبات على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب الظروف التي أجبرت الكثيرين على السفر من أجل البحث عن فرص أفضل للحياة.
فيما اكتفى خالد محمد أحد المهجرين من ريف حلب إلى مخيمات مشهد روحين شمالي إدلب، بمعايدة أقاربه على تطبيق واتساب، بسبب بُعد المسافات بينهم، وضعف الحال الذي أجبره للبقاء في منزله بسبب تكلفة المواصلات الكبيرة.
هذا ويحاول السوريين في مخيمات الشمال الغربي للبلاد، استراق فرحة العيد رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها، ويتبادلون التهادني والتبريكات التي لا تخلو من ذكريات البلاد التي هجروا منها، والعادات والتقاليد التي عاشوها، ويحاولون الحفاظ على جزء منها في رحلة النزوح والتهجير.
ويعيش في شمال غربي سورية نحو 4،5 مليون نسمة بينهم مليونان يعيشون في 1400مخيم عشوائي، يعانون من ظروف إنسانية صعبة، بسبب قلة المساعدات الإنسانية وانتشار البطالة والفقر.