خاص – وكالة سنا
شنّت الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد الأسبوع الماضي، حملة واسعة لملاحقة جامعي النفايات القابلة لإعادة التدوير مثل الورق والمعدن والبلاستيك والزجاج، في مكبات مناطق دمشق وريفها، وتأتي هذه الحملة في إطار منع هؤلاء العمال من كسب قوت يومهم.
وصرّح أحد العاملين في جمع النفايات لوكالة “سنا” أن الأجهزة الأمنية نفّذت حملة اعتقالات طالت بعض العاملين في مكب النفايات بمنطقة باب شرقي، وهو المكب الوحيد في مدينة دمشق.
وأشار إلى أن هذه الحملة تُعد الأولى من نوعها، حيث كانت الحملات السابقة تُشن من قبل دوريات تابعة لمديريات النظافة في دمشق وريفها.
وأوضح المصدر – الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية – أن هدف الأجهزة الأمنية من الحملة هو منع العمال من دخول المكبات والعمل فيها، واستبدالهم بأشخاص من قبلهم، خاصة بعد أن تبيّن أن دخل العامل الشهري يعادل ما بين 10 إلى 15 ضعفاً من راتب الموظف في القطاع العام.
كما أفاد عامل آخر أن دخله الشهري الصافي من جمع النفايات في مكب باب شرقي يصل إلى أكثر من 3 ملايين ليرة سورية، ما يعادل حوالي 200 دولار أمريكي حسب سعر الصرف الحالي البالغ 14800 ليرة مقابل الدولار الأمريكي.
وأشار إلى أنه يدفع خلال الشهر أتاوى لمشرفي المكب تصل إلى مليون ونصف ليرة سورية، ومع ذلك، فإن المبلغ لا يكفي لتأمين احتياجاته الأساسية لنصف الشهر.
وتحدّث العامل عن ازدياد عدد العاملين في جمع النفايات يوماً بعد يوم، بسبب فقدان العديد من الشباب وكبار السن لأعمالهم في السنوات الأخيرة، مما اضطرهم للبحث عن أي عمل يدر عليهم دخلاً.
هذا إلى جانب توقف عدد كبير من المصانع عن العمل وهجرة أصحابها، مما دفع الناس للبحث عن بدائل لكسب رزقهم، فضلًا عن ضعف الرواتب في القطاعين العام والخاص التي لا تتجاوز 200 ألف ليرة سورية شهرياً.
وحاولت محافظتا دمشق وريف دمشق منذ سنوات ضبط ظاهرة البحث في مكبات النفايات تحت ذريعة الحفاظ على النظافة، عبر طرح فكرة منح تراخيص للعاملين وتحويل الظاهرة إلى مهنة، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب تدخل بعض مخافر الشرطة القريبة من المكبات.
وأكدت مصادر خاصة أن العاملين يدفعون أتاوى شهرية لدوريات مديريات النظافة في دمشق وريفها بمبالغ لا تقل عن مليون ليرة سورية مقابل السماح لهم بالعمل دون مضايقات.