انطلقت مطلع الشهر الحالي في “مدينة أعزاز – ريف حلب” الأعمال الأولى لبناء مشروع سكني يهدف إلى إسكان اللاجئين الفلسطينيين المهجرين في مناطق شمال سوريا بشكل مجاني.
ويتألف المشروع بالكامل من 3 كتل سكنية، جُهز منها حتى الآن 4 وحدات سكنية، ويهدف إلى إسكان 350 عائلة فلسطينية وفق نظام أولويات على ثلاث مراحل، بحيث تكون الأولوية في المرحلة الأولى للأرامل واليتامى، وفي المرحلة الثانية لقاطني المخيمات، وفي المرحلة الثالثة سيستهدف الأكثر تضرراً من قاطني مناطق عفرين وأعزاز.
يعيش في مناطق شمال سوريا الخارجة عن سطوة نظام الأسد حوالي 1535 عائلة فلسطينية، بينها عائلات تقطن في مخيم البل بريف مدينة أعزاز ومخيمي دير بلوط والمحمدية بريف مدينة جنديرس.
بدأ المشروع بمبادرة من السيد محمود عبد الرحيم أبو عبدو، وهو لاجئ فلسطيني مقيم في “مدينة الباب – ريف حلب” منذ مدة طويلة، حيث قام بدايةً بشراء الأرض لتنفيذ المشروع، ويساعده في الإشراف ناشطين فلسطينيين بحسب ما قاله لـ “سنا” ناشط فلسطيني مقيم في الشمال.
وذكر الناشط أن مساحة الأرض تبلغ حوالي 120 دونماً تحوي 3 كتل سكنية على شكل طولي، ويفصل بين الكتلة والأخرى شارعاً، وتتضمن الكتلة 40 وحدة سكنية، وتتراوح مساحات الوحدات السكنية بين 40 متراً إلى 65 متراً، على أن تُمنح كل أسرة بحسب حجمها الوحدة السكنية بالمساحة التي تناسبها.
كما يتضمن المشروع مكاتب إدارية خاصة بالجهات المعنية بتسهيل شؤون اللاجئين الفلسطينيين وآبار مياه ارتوازية ومضافة عامة، ويهدف المشروع إلى التخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين لا سيّما قاطني المخيمات منهم، إذ سيؤمن لهم سكناً لائقاً بالحدود المتاحة، شريطة عدم التصرف بالوحدة من قبل المستفيدين قبل عشرة أعوام.
وأكد الناشط طموح القائمين على المشروع بضرورة تلقي الدعم من مؤسسات وجهات فلسطينية لإتمام كافة مراحل المشروع، ويناشد الحريصين على واقع إيواء ومعيشة الفلسطينيين المهجرين بضرورة رفد المشروع بالموارد المالية والتطوعية.
وتعرض كثير من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لانتهاكات جسيمة من قبل نظام الأسد وحلفائه لا سيّما أهالي مخيم اليرموك في العاصمة دمشق، إذ تعرضوا لحصار خانق مع أبناء البلدات المحيطة بسبب وقوفهم مع الثورة السورية، وارتقى إثر الحصار 200 لاجئ بينهم أطفال ونساء جراء انعدام الغذاء والدواء، وتعرضوا للتهجير إلى شمال سوريا برفقة جيرانهم السوريين منتصف العام 2018.
ويوجد في سجون نظام الأسد حالياً أكثر من 1800 لاجئ فلسطيني، وقضى في أقبيتها تعذيباً 603 لاجئ بحسب مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا.
يذكر أن آلاف الفلسطينيين يعيشون في سوريا منذ العام 1948 جراء احتلال أراضيهم ومنازلهم في فلسطين من قبل الكيان الصهيوني، أكثرهم كان في مخيم اليرموك، حيث كان يعيش فيه في العام 2011 أكثر من 300 ألف لاجئ.