شهدت صباح اليوم منطقة جبلة بمحافظة اللاذقية احتجاجات شعبية على قرار الآلية الجديدة لتوزيع مادة الخبز، حيث قام الأهالي بقطع الطرقات وإشعال الإطارات.
وبحسب مصادر أهلية فإن السبب الرئيسي للاحتجاجات عدم حصول أكثر السكان على مخصصاتهم من الخبز منذ مدة، في حين يتم تخزين الخبز في الأفران وبيعه في الأسواق السوداء لصالح ميليشيات “الدفاع الوطني”.
وعبر الأهالي عن امتعاضهم جراء انتهاء المخصصات الأسبوعية للبطاقات الذكية، بينما أكثرهم لم يستلم المادة منذ أكثر من أسبوع، ومن يستلم حصته يجدها ناقصة الوزن أو سيئة الجودة.
ولاحتواء الاحتجاج فرض مدير منطقة جبلة “العميد بشار راجح” الأفران العاملة ببيع الخبز بشكل مباشر للمحتجين، إذ يخشى نظام الأسد من أي دافع قد يؤدي لاحتجاجات ربما تفتح الطريق لانطلاق احتجاجات في مناطق أخرى وانتقال مطالبها من معيشية إلى سياسية.
ولا يختلف الحال لدى القاطنين في كافة المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، إذ يشتكي الناس من الآلية الجديدة لتوزيع الخبز بسبب عدم وصول الرسائل للكثير منهم، وبالتالي عدم حصولهم على مادة الخبز من قبل المعتمدين.
ويلجأ العديد منهم إلى شراء مادة الخبز من السوق السوداء بأسعار مرتفعة جداً، حيث يصل سعر الربطة الواحدة منها، وزن 800 غرام، إلى 2000 ليرة سورية، بينما سعرها الرسمي لا يتجاوز 200 ليرة.
وكان نظام الأسد قد فرض الآلية الجديدة لتوزيع مادة الخبز مطلع الشهر الحالي آب، إلا أنه تراجع عن القرار عصر اليوم تحت تأثير الضغط الشعبي وتخوفاً من موجات احتجاجية قد تحدث في عديد من المناطق التي يسيطر عليها، مبرراً ذلك بـ ” احترام الدستور الذي يمنع اتخاذ القرارات قبل أداء القسم”.
أما الآلية الجديدة المفروضة مؤخراً والملغاة عصر اليوم قد حددت حصة كل فرد رغيفين وثلث الرغيف يومياً، أي لا تتجاوز عدد الأرغفة لعائلة مكونة من 5 أشخاص إلى 12 رغيفا فقط.
يُذكر أن مناطق سيطرة نظام الأسد تعاني من أزمة خبز مستمرة منذ سنوات، وسط عجز دوائره الرسمية عن إيجاد أي حلول لها، لا سيّما وأنّه يعيش أزمة اقتصادية خانقة تترك أثرها السلبي على حياة الناس الذين باتوا معدومي الدخل وكافة سبل الموارد وفاقدي الحد الأدنى من القدرة الشرائية.